"إحرص..الصورة تطلع حلوة"
كتبت : شيرين رأفت
أخصائي نفسي
من ضمن أهم أدواتك كأم لتنمية مهارات أولادك هي الصور الذهنية وهي وسيلة هامه جدا في أول مراحله العمرية،ليس فقط الاهتمام بتنميتها من خلال المنتسوري والألعاب التعليمية وغيره، ولكن من خلال تدعيم وترسيخ الصور الحياتية الواقعية .
ويكون ذلك بشكل تلقائي من خلال متابعته وملاحظتة لكي ولوالده ولكل المحيطين به و أنتي أقربهم مكانًا ومكانه، ويقضي معكي وقت أطول، فالمسئولية عليكي أكبر .
لنلقي الضوء أولا على تعريف الصورة الذهنية:
الصورة الذهنية لها تعريفات عديدة تشترك جميعها في أن الصورة الذهنية تتكون غالبًا لدى الأشخاص عن طريق ما سبق رؤيته أو سماعه من الآخرين أو من خلال التجربة والتنشئة، فيتصرف الشخص تجاه الأشخاص أو الأشياء وفقا للتصور الذهني الموجود لديه.
إذن فالصورة الذهنية هي مرحلة ما قبل التربية والتعليم والتكليف هي مرحلة التأسيس والأساس لبناء الإنسان التي تبدأ من عمر السنة وحتى عمر التكليف .
فمن المهم جدا أن ننتقي الصور المدخلة بعناية، بل ونعمل جاهدين على إدخال صور ذهنية لكل ما نرغب في تعليم وتربية وتنشئة أطفالنا عليه.
فمثلا سيأتي وقت ويكون طفلك مكلف بالصلاة فلذلك من عمر مبكر جدا ساعديه على التقاط صور ذهنية تطبع في ذاكرته فتسهل عليه حينذ الإعتياد "فمن شب على شئ شاب عليه".
ويكون ذلك مع تدعيم وتثبيت الصور الذهنية بالتعليق عليها وهي نفس فكرة الفلاش كاردز التعليمية، فمثلا :
هيا لنصلي، هو صغير لن يصلي ولكن سيتم حفظ الجملة مع الصورة ووقت التكليف سيكون الأمر سهلا وإعتياديا .
وكذلك،
هيا لنقرأ القرآن،
هيا لنقول الأذكار،
هيا نقرأ كتاب أو قصة ،
الخ ..الخ
أيضا نستخدم الصور الذهنية لتعليم وترسيخ السلوكيات الإيجابية
فمثلا لو لعبة تكسرت نحاول إصلاحها ونشركهم معنا،
وندعم الفعل بالكلام فنقول أي شئ ينكسر أو يفسد علينا اولا محاولة اصلاحة قبل التسرع باستبداله فترسخ لديهم فكرة الاصلاح من خلال الصورة الذهنية بدلا من الاستسهال واحضار بديل حتى لو كانت رخيصة الثمن،
وهذا يكون بمثابة عمود اساس هام جدا يبنى عليه الكثير والكثير من الإصلاحات الحياتية المادية والمعنوية.
وغيرها وغيرها من سلوكيات يمكننا بسهولة حفرها في عمق الذاكرة دون أدنى مجهود فقط ما يجب علينا هو أن نحرص الصورة تطلع حلوة .
