اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بيت من زجاج ... بقلم : عماد الدين محمد

 بيت من زجاج

بيت من زجاج ... بقلم : عماد الدين محمد

   بيت من زجاج

بقلم : عماد الدين محمد

لعلنا حين نستعرض صورا متكررة وواضحة ومتعددة من مشاكل الحياة نجد أن مشكلة التفكك الأسري والمشاكل الزوجية هي غالبا ما تكون السبب الرئيسي فى ضياع المجتمع وإنتشار الفساد الأخلاقي والإنهيار الديني فالنشأة الأولى هي الأساس .

ومهما كانت مشاكل الحياة كيف بدأت وكيف انتهت  ليس المهم فعلى الأقل لم يكن من المقدر الإستمرار فى علاقة فاشلة  قامت على سوء الأختيار أو الماديات أو البحث عن مظاهر الجمال الخارجي أو الكذب والخداع أو عدم التوافق أو عيب فى أحد الطرفين تستحيل معه إستمرارية الحياة .

ومن المنظور الدين نرتكز على قول الله تعالى 

بسم الله الرحمن الرحيم 

" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

صدق الله العظيم 

وحين تنتهي المودة والرحمة وتضيع بين دروب المشاكل وتنعدم العشرة بين الزوجين هنا شرع الله عز وجل الطلاق

حتى لا تجرفنا الحياة كما هو اليوم لمشاهد القتل المتبادل والإنحراف الأخلاقي وحوادث  نسمع عنها يومياً .

عندما ينتهي بنا المطاف إلى أبغض الحلال أي  الطلاق مهما كان السبب والأسباب علينا أن نبقى  محافظين لما كان بيننا  من ميثاق مقدس  ومن الظواهر التى ينفر منها كل عاقل هو كشف أسرار الحياة الزوجية ليبرر كل طرف أنه ليس مسؤولا عما لحق بهما من فشل ليظهر أمام الجميع أنه مجني عليه وليس الجاني .

وتجد أدق التفاصيل وأسرار خاصة نخجل جميعاً من سماعها تنشر على الملأ

بل وربما تكون موضعا من مواضيع الإنتقام .

ومن المهم أن يدرك كل من يفعل ذلك أنه يرتكب جرما كبيرا وأنه ليس بإنسان أمين وقد يكون مريضا نفسيا.

ونجد بعض من صور  إفشاء الأسرار الخاصة نشر صور على مواقع التواصل الإجتماعي للتشهير والتهديد والإبتزاز وينسى أو تنسى ما كان من مودة ورحمة ورباط مقدس كان يربطهما فى يوم من الأيام . 

أسرار البيوت ليس للتداول وعيوب أي طرف ليست لتبرير الفشل .

سألت يوماً صديقا لي عن أسباب فشله مع زوجته فأجابني بهدوء تام قضاء الله وأسباب خاصة .

زاد حينها إحترامي له وتقديري لعقله وفكره المتحضر وإلتزامه .

دعونا حين نفشل فى أي علاقة أن نجمع كل الأمور الخاصة ونضعها فى قبو مغلق لا يصله إليه أحد .

الحياة الزوجية  او أي علاقة مهما كانت إستمرت أو إنتهت لها قدسيتها وميثاقها الذي يجب على الجميع أن يقدره ويحترمه .

ومن العجب العجاب هو الإكراه على  الإستمرار فى حياة فاشلة

ومعقده  فلا إكراه فى الدين فكيف يكون هناك إكراه فى حياة وإرتباط غير متجانس فالحياة الزوجية يجب أن تكون قائمة على الحب والرضا وليس الغصب والإكراه والتهديد والوعيد والأنتهازية .

الحياة الزوجية رباط مقدس لا يقبل التدنس قائم على التفاهم والإحترام كل منا عليه ما عليه وله ما له من حقوق وواجبات .

إذا قرر أحدكما الرحيل يوما لأى سبب فليترك خلفه أثرا طيبا ولا يذكر عيوب الطرف الآخر لأن ذلك ليس من الإنسانية ولا من تعاليم كل الأديان السماوية 

بل إنها من أفعال الشياطين .

أنتَ او  أنتِ إحفظا أسرار بيتكما تكتما عيوب من شاركتم الحياة معهم يوماً .

أنت لا تجبر أحد على الإستمرار معك بدون رغبة منه لآن ذلك أنانية مفرطة ومرفوضة ولن تكون حياة ولن يكون بيت بل سجن وسجان .

الرضا والقبول شرط من شروط الزواج وشرط لإستمراره حياة سعيدة وتعاون وتضحيات . 

  إنتشار حوادث القتل والإنتحار والإنحراف ما هى إلا ناتج لما سبق .

"وعاشروهن بالمعروف أوفارقوهن بإحسان "

والبيوت التي لا يراعي  أي طرف من الأطراف كل ما سبق هي بيوت من زجاج سوف يصيبها السرطان يوما وتنهار أو تنتهي على كارثة من كوارث هذا العصر التي سارت صورا متكررة كل يوم .

google-playkhamsatmostaqltradent