اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

" نجمة بحر "

الصفحة الرئيسية

 " نجمة بحر "


بقلم / منال خليل

كانت تعلم تماما ...إنه لم يحبها هي .. وإنه أحب فقط ذلك الشعور الذى تضخه في عروقه،

ذلك العنفوان الذي ينتابه معها..

أحب عاطفتها الطفولية البريئة المنطلقة بلا قيود تحوط به وتهديه.. 

- أحب نفسه بعينيها ..فأحب نفسه من خلالها 

لم يحبها بقدر ما أحب نفسه من خلال عطاياها.. من قلب قلب الحب .. الاستئناس به ... إنتمائها لموطن  قدميه  .. 

عشقها لعطر وجوده .. نبرة صوته .. سفرها وترحالها ما بين عينيه ، جبينه ..فمه وهو ينطق اسمها، أو ندرة أربعة حروف أ ح ب ك.

- مع الوقت تعلق بأطراف أهدابها... كما لو أنه يرتجف خوفا من تلك المشاعر .. وليس خوفا من بعدها هي ..

قد كان يعشق قرب تلك المشاعر التي تعيد له ما قد يهجره منها مع غيرها ... 

فهى كانت  تعيد دائما ضبط مؤشر بوصلة مشاعره وثقته في نفسه .

- كان يأخذها في طرق من الاحتمالات المنهكة... إلى طريق الحلم ..الذي لا تعود منه 

- حتى تيقنت يوماً من اختلاط الحلم المنقوص بالحقيقة المزيفة بمداخل وعتبات باب قلب صدئ .. كان وكأن قلبه يلفظ معاهدات اللقاء والبقاء ..

وحتى يوم لقاء الجسر... جسر القبلة الأولى والليلة الأولى واليقين واليمين ... الذي هرب به ومنه بعد ذلك .

 - تلك الليلة ..اعتقد  واعتقدت هى أيضا أنهما سيستعيدا مامضى ..

        هو بدون شرط ولا قيد، 

وهي اعتقدت أنها ستكون الليلة المتممة لما مضى..

كانت ليلة بلا أحاديث .. ولكنها اقتربت منه حتى الالتصاق،  وضعت قلبها على قلبه سمعت صدى وعود منتهية الصلاحية، وفاقدة للمعاني والروح التي كانت تضخها بروحه .. وحياتها معاً .

- شعرت للحظة إنها استنفذت كل سبل الحياة فى رحم العشق والانتظار الباهت، المرهون بمزاجياته وكأنه استمرأ أن يكون محور الكون وآمن بذلك.

 - نظرت له بعيون محاولة أن تشبع منه .. وتذكرت يوم طلبت منه أن يعقد عليها لو بآخر لحظة بحياتها ..حتى تضمن أن تكون معه بحياة أخرى .. ووعدها.

احتضنها للمنتهى ..شعر هو بالأمان .. وشعرت هى أنه يجب أن ينفذ الوعد والعهد  .

- مالت في حضنه وبه،  بنعومة شديدة تهدهده متغنية بإسمه .. باتجاه حافه الجسر 

وقفزت بقوة كل الحب والوجع للأسفل فى اتجاه ماء أسود كالليل، وبعيدا عن كل الرماديات التي اهلكتها معه.. 

 - مالت بهدوء لأسفل متشبثة به ..لم ينطق فيه سوى صرخة الأنانية بعينيه،  محاولا أن يطلق سراحها و يفلت يديها كما اعتاد ..

ولكن لم يكن هناك مجال للصرخات، فقط أنين المنتهى ... 

- كانت تنظر إليه وقطرات الماء تتسرب لصدره لتحل محل أنانيه مُفرطه..

 بينما هى أوصدت فمها وانفها ، تتنفس عشقه وهيامها به فقط.

- وجدت نفسها تخشى عليه هو ..

تضع يد على موضع قلبه ثم جبينه وكأنها تطمئنه .. تنظر لداخل عينيه بعشق هائل وكأنها تمتص منه حياة لم يفي بها .. 

وتعيدها مره أخرى لصدره برحابة الصدق وعمق النهايات. 

 ويدها الأخرى تسحبه للعمق .. 

- ليناما ويستقرا معا بجانب نجمات البحر ... وأصداف اللؤلؤ .

 - لم يكن هناك ظلام بالقاع ..ولا خوف،  بل الكثير من الوفاء مع ضوء يتسلل من قمر يطل من أعلى الجسر ... 

ذلك المرفأ ومحل الذكريات ،

أفاقت للحظه أرادت فيها أن تقبله قبلة أخيره لتقيم بين شفتيه حتى تلتقيه بحياة أخرى، أرحب وأبقى .. 

ولكنها لم تجد غير المزيد من الماء،  ونجمة بحر وحيدة بالقاع  .... وقد تخلف عنها حصان البحر .

" تمت " 




google-playkhamsatmostaqltradent