اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الهروب من الجحيم بقلم : عماد الدين محمد

 الهروب من الجحيم

الهروب من الجحيم  بقلم : عماد الدين محمد


بقلم : عماد الدين محمد


لا شك أن الحياة تحمل بين طياتها نقيضين  فنجد النهار والليل، الخير والشر ، الجمال والقبح  الأمل واليأس وأشكال عديدة من التناقضات التي تصنع التوازن بين مكونات وطبيعة الحياة .

 تعبيراً عن حالة سيطرت عليّ  قررت أن أستمع لبعض الأغاني الحزينة والتى قد تعبر عما يسكن بداخلي من حزن ومعاناة كتبها القدر بين سطور حياتي ، لكني  غيرت رأيي    ورفضت الإستسلام  والهروب من الواقع  الذي يراه  البعض حلا مؤقتا في العديد مِنَ الأحيان لمعاناة يومية  للكثيرين  ولكن  كل هذا له توابع قد تؤدي لكارثة .

هناك نوعان من الهروب لنستعرضهم معا 

 ١ - هروب العودة 

٢ - هروب اللاعودة 

أولاً :

هروب العودة

عندما تحيطنا الحياة بما تحمله من مشاكل وأحزان وهموم بمختلف أشكالها  المادية أو المعنوية والإجتماعية والشخصية ، فالكل معرض فى حياته لإنتكاسات مختلفة قد تختلف درجاتها من موقف لآخر ومن شخص لآخر  ، حسب القدرة على التحمل والمواجهة .

وحين نتحدث عن هروب العودة يجب أن ندرك أنه ما هو إلا درب من دروب إستعادة الذات بعد معاناة أو مشكلة من مشاكل الحياة المختلفة ، وهنا نجوب فى وسائل كل منا لتنفيذ خطة الهروب نعم خطة لأنها أشبه بمعركة .

من تلك الوسائل التى ينتهجها البعض لمحاولة الهروب هي النوم لتجنب التفكير وهذا قد يحدث عند البعض وليس الكل بنتيجة تمنحه بعض الراحة والبعد عن المشاكل لكنه هروب وليس حلا أو بمفهوم آخر مُسكّنا وقد يستعمل البعض نوعا من أنواع العقاقير الطبية للمساعدة على النوم .

وهناك هروب من الأماكن والأشخاص ويكون عن تغيير المكان والأشخاص المحيطين به ليحاول أن يسترد نفسه  ويعيد حساباته من وجهة نظره ،  بالبعد عن كل شيء وكل شخص يعرفه وربما  يسعى للوحدة ونسيان الذات .

وهروب العودة من المفهوم  البسيط هو محاولة لإستعادة الذات وربما فى الوحدة والبعد عن مشاكل وضغوط الحياة ليرتب الإنسان ذاته ويعيد التفكير بهدوء لمحاولة حل كل مشاكله .

ثانيا 

هروب اللا عودة 

وهنا قد تكون كارثة حين ينتهجه البعض ويسلك دربه

لأن كل دروبه عبارة عن هلاك

ومع ضعف الشخصية وضعف الإيمان بالله وعدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ تكون مواجهة مشاكل الحياة وضغوطها بهذا النحو ليس حلا. 

ومن أشكال ذلك الإنتحار والذي إنتشر فى الفترة الأخيرة لعدة أسباب وأعتبر السبب الرئيسي للانتحار هو ضعف الإيمان بالله وعدم الرضا بقضاء الله وفقدان الثقة فى الذات .

وهناك أساليب أخرى مثل التمرد على كل شيء والعصيان والإنضمام لمجموعات قد تمثل لهذا الشخص قدوة فى هذا الدرب منهم أصحاب السوء والإنحراف واللجوء للمخدرات وكافة أشكال  الإدمان  للهروب من الواقع ، أو الوحدة المفرطة التي تفقد صاحبها الوجود والعقل والثقة فى كل شيء حتى ذاته وهنا تكمن اللاعودة .

ومن وجهة نظري الحل ليس الهروب مهما إختلفت أنواعه إن الحل يكمن فى مواجهة المشكلة مهما كانت ومحاولة الصمود والتغلب عليها .

ومن يعتقد أن الحياة تتوقف عند العثرات أو الفقدان أو الفشل أو كل أنواع المشاكل الإجتماعية والمادية والشخصية هو شخص ليس لديه إيمان ويقين وذو شخصية ضعيفة .

يلزمنا الثقة فى الله والرضا بالقضاء والثقة فى الذات وعدم الإستسلام ، والمحاولة مهما تعثرنا للوصول لما نريد قد تطول الدروب قد نتعثر ولكن لن نتوقف لن نسلم ونرفع رايات الفشل ونعلن أن الحياة  قد توقفت أو  إنتهت هنا .

ليكن الإيمان بالله والرضا بالقضاء والثقة فى الذات هم دروب حياتنا مهما عانينا منها ومها حدث لنا فيها ، لنتمسك

بالأمل والرجاء والإيمان واليقين .

google-playkhamsatmostaqltradent