جنحة الضرب في القانون المصري

 ماذا لو قدم الأب أو الأم إستقالتهم من تربية الأبناء ؟

بقلم : حسام إبراهيم يوسف 

تعجيت كثيراً حين سألت نفسي هذا السؤال !

ربما تتعجبون من طرحي لهذا السؤال !

ولكن أليست هذه حقيقة عند أغلب الأسر

ألم يتحول كثير من الآباء إلي بنك نوت وصارت المهمة تربية أبدان فارغة من العقول!

فإذا كان الآباء لهم حقوق علي أبنائهم وهذا أمر لا خلاف عليه بلاشك

فإن لأبنائكم أيضاً حقوق عليكم

فقد جاء أب إلي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق إبنه، فاستدعي عمر الإبن وسأله، فقال يا أمير المؤمنين أليس للأبناء حقوق علي آبائهم، كما أن للأباء حقوقاً علي أبنائهم..؟؟

قال: بلي.قال فما حقي عليه؟

قال أن يختار أمك

وأن يحسن إسمك 

وأن يعلمك القرآن

فقال أما أمي فهي حبشية سوداء

وأما إسمي فقد سماني جعلا

وأما القرآن فما علمني منه شيئاً

فنظر عمر إلي الرجل وقال

إذهب فقد عققت إبنك قبل أن يعقك

مما لاشك فيه أن إهمال الوالدين في تربية الأبناء يقابله عقوق وسوء أدب

ما جعلني أكتب هذا المقال عندما ذهبت إلي عيادة أحد الأطباء وفي وقت الإنتظار

وجدت أب وأم وطفلهما

الغريب أنني وجدتهم يجلسون بجانب بعض ولكنهم أبعد عن بعض إلي أبعد الحدود

فكل منهم منشغل بهاتفه المحمول

لدرجة أن الطفل لاحظته يتحدث بلغة الكارتون

ومازلت الأم والأب منشغلين عن طفلهم

ألهذه الدرجه الإنترنت شغلنا عن أبنائنا وعن تربيتهم.؟

ألهذه الدرجة الأم لا تدري حجم المشكله التي وقع فيها طفلها

وأنه أصبح مجرد آله تردد الكلام

لا أنكر أبدا دور الأب في تربية أبنائه

ولكن الأم هي عمود المنزل فعندما يقع أحد أعمدة المنزل فاعلم أن البناء سينهال على كل من فيه

فهناك رابط عاطفي قوي بين الأم وأبنائها فهي أول من يشعر بهم ويدرك احتياجاتهم فمن أجمل المهام التي تقوم بها الأم هي مهمة التواصل الشفهي مع أبنائها مما يقوي العلاقه بينهما

فالأم هي المسؤله عن الانضباط في المنزل وتحديد قواعد السلوك

الأم هي التي توفر بيئه سليمة تدعم نمو الأبناء وتطور مهاراتهم وذلك من خلال توفير مساحات خاصة للحركة واللعب ومنحهم فرصة إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم

الأم هي التي تخلق الترابط الأسري وذلك من خلال حرصها علي قضاء اطول وقت ممكن مع أبنائها وجمعهم حول مائدة الطعام مما يقوي المعاني الاسرية لديهم ويزيد من محبتهم لاسرتهم والارتباط بها وذلك ما تعودنا عليه منذ صغرنا

ولكن ما نراه حالياً من أمهات بالفعل قدمن استقالتهن

أو أنهم قدموا علي المعاش مبكراً من تربية أبنائهم

حين نظرت للأم التي كانت بالعياده مع طفلها وجدتها مشغوله بالموبايل ولم تنتبه لطفلها حين يكرر الكلام الكارتوني، بل وجدتها تنبه طفلها من الموبايل ك نوع من أنواع الإلهاء عنها لأنها مشغوله على النت

ألهذه الدرجه النت والفيس بوك خرب عقول الأمهات قبل الأبناء

وهذا ما جعلني أتسائل؟

هل هذه الأم لم تعرف مخاطر الانترنت علي عقول أبنائنا؟

فبسبب انشغال الام عن أبنائها سواء بالخروجات،او الفيس

يجعل الكثير من الأطفال يدخلون إلي عالم الإنترنت بشكل أقرب إلي الإدمان

ومعظم الأسر تتجاهل تلك المشكله ظناً منها بأن الإنترنت له فوائد ككونه مصدر للمعلومات،ولكن قضاء الاطفال ساعات طويله أمام الإنترنت دون وعي أو رقابه يجعلهم عرضه للانحراف وقد يضعهم في مشاكل كبيره

واحده من أهم سلبيات الإنترنت علي الأطفال وهي فقدان الثقه بالنفس وإضعاف شخصيته

أيضاً تغيير سلوكيات الطفل تعد واحده من أهم سلبيات الإنترنت

حيث يؤثر الإنترنت تأثيراً سلبياً علي الطفل وذلك من خلال ممارسة الألعاب العنيفه أو مشاهدة بعض الأفلام الاباحيه التي تدخل ضمن بعض ألعاب الأطفال

بالإضافة إلي أن هناك أفلام كارتونيه تعرض محتوي إباحي

ومن أخطر المؤثرات السلبية التي يتعرض لها الأطفال والتي جعلتني أكتب هذا المقال

الوحدة والانطواء:  و التي أثرت علي ذلك الطفل الذي رأيته مع والديه

فهذا الطفل رأيته لا يتحدث سوا كلمات بسيطه وأن التواصل يكاد يكون معدوم كما أنه يكرر كلمات كارتونيه

وعلي الفور تذكرت مراكز التخاطب التي امتلئت

بالأطفال المتأخرين في الكلام

وصعوبات التعلم

وتلعثم الكلام

ونحن من تسببنا في ذلك لأولادنا

وكل هذا لأن الأم انشغلت بالاهم من أبنائها وهو الانترنت

رساله لكل أم وكل أب اولادكم أمانه ستحاسبون عليهم

فأحسنوا تربيتهم التي ستسألون عليها

أبنائكم هم اطفال اليوم وشباب المستقبل

حبوا أبنائكم

قربوا منهم

احتووهم

اشغلوهم بحبكم لهم

إن الأبناء هم فلذة الكبد، وهم قطعه من ابويهم

وهم الكائن الوحيد الذي يمكن التضحيه من أجله دون مقابل

فالابناء هم الدافع الرئيسي الذي من أجله يواصل الإنسان الركض في معارك الحياة ويتحمل صعوباتها ومشقاتها .