المهنة أم
كتبت - شيرين رأفت
كانت تلك هي إجابة سيدة حين سألتها مقدمة البرنامج هل تعملين؟
فأجابت في خجل في الحقيقة لا فأنا أم
لا أخفي عليكم أن الإجابة توقفتني، لدرجة أني لم انتبه لبقية الحوار ودار في بالي تساؤل، كيف تكون الإجابة لا تعملين وأنتِ أم ؟
ألا تدرين أنها عمل بالفعل ووظيفة شديدة التعقيد؟
يكفيكِ فخرا أيتها الأم أن مهنتك أم .
يا عزيزتي أَنْتِ تحملين أسمى المهام والوظائف وهي بناء الإنسان بناء الكيان والشخصية، الأساس الذي تضعينه بِيَدَكِ هو الذي سيترتب عليه حال البناء فيما بعد،إما السقوط، أو العلو والبهاء.
المسؤولية التربوية التى تبدأ من تبليغ الوليد مبادئ الإسلام بسنة الأذان في أذنه كي تشرب روحه هذه الكلمات الخالدة التي تنجده عندما تعصف به الحياة، هذا الأذان إشعار لطفلك بأنه قد إكتملت إنسانيته وفيه أيضًا إيذانًا لكِ بأن مهمتك التربوية قد بدأت من هذه اللحظة، وكثيرًا ما تكون الخطوة الأولى هي أهم عمل في مسير طويل.
"أبناؤك هم صفحتك البيضاء فاكتبي فيها ما تحبين"
كما قال جون لوك: "إن الإنسان صفحة بيضاء وأنا أكتب فيه ما أريد"
وأيضا عبارة "واطسن" الشهيرة في تربية الأبناء
"أعطوني مجموعة من الأطفال الأصحاء سليمي البنية، وأنا كفيل أن أُخرج منهم الطبيب والمحامي والفنان والتاجر ورئيس العمل، بل والشحاذ واللص، بصرف النظر عن استعداداتهم وميولاتهم وقدراتهم وأعمال آبائهم وأصولهم الوراثية، فليس ثمة شيء اسمه وراثة القدرات أو المهارات أو المزاج أو التكوين العقلي"
وتقوم نظرية واطسن على أنْكِ يمكنك تشكيل شخصية الأبناء من خلال التعلم والتحكم في الظروف، وتؤكد على عامل التعليم والتربية وتأثيرها على تكوين الشخصية .
وقال الإمام الغزالي في إحيائه في تعويد الولد خصال الخير أو مبادئ الشر باعتبار قابليته وفطرته:
والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقى وهلك، وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق.
لذلك أعود وأؤكد ما بدأت به أن وظيفة الأم هي أعلى المراتب والوظائف وتفرغك لأبنائك ليس عيبا أو شئ يدعو للخجل بالعكس فهذا يعطيكِ القدرة على القيام بِدَوْرِكِ على أكمل وجه دون إنشغال أو إرهاق، لأن من الطبيعي أن أي عمل إضافة الي عَمَلَكِ الأساسي ووظيفتك الرئيسية كأم يؤثر على وَقْتْكِ ومجهودك وصفاء ذهنك الذي يحتاجه الأبناء كله، خاصة في المراحل الأولى .
فعلى كل أم أن تعلم أهمية الوظيفة التى أكرمها الله بها وتفخر بذلك .