اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

السائق ضحية الديك - قصة قصيرة بقلم / صلاح الحوتى

 السائق ضحية الديك

قصة قصيرة 


السائق ضحية الديك


بقلم / صلاح الحوتى


في أحد شوارع مصر والناس نيام  والسماء تنير

في تمام الساعة السابعة صباحاً في شارع يخلو من الناس كان هناك منزلاً يتكون من عدة طوابق يعيش فيه أسر وعائلات يعلو هذا المنزل بناية خشبية تحيط بالطيور مطلة على الشارع رأيت على مدى البصر طائر كبير بلون أسود يحاول القفز إلى الشارع وكأنه لصاً يحاول الهرب ويفك أسره فتأكدت ان هذا الطائر ديكاً روميُّ لكن وزنه ثقيل للغاية لايستطيع الهرب والخلاص من هذا المنزل


في أسفل هذا المنزل سيارة مستقرة لسائق تاكسي  تركها ليشتري بعض الاغراض ولا يعلم مايخبؤه له القدر وفور خروجه من السيارة دون أن ينظر للأعلي.

 فهناك ديك يحاول الفرار والخلاص

هل ستنجح محاولة الديك الرومي دون خطة

بالرغم من انه لا يملك القدرة علي التحليق كباقي الطيور فكلما يقفز يتوقع الثقل ويعود متمسكاً بجدار المنزل فتعلق بقطعة من الحجارة مستخدماً أطراف أظافره في التثبيت  جيداً وحدث شئ غريب لم يصدق حدوثه  فخرجت معه قطعة الحجارة من الجداران بسبب العزم الزائد من الطائر

لكنه لم يفلتها وكأنها وسيلة النجاه التى تحفظ توازنه في بحر الهواء الطلق واعادت ثباته ومع ذلك يرفرف بكل قوة مما تسبب في فقدان الثقل والانفلات منه قطعة الحجر التى تزن حوالي ٢ كيلو  ونزلت من اعلي الي أسفل علي زجاج سيارة التاكسي الواقفة أسفل هذا المنزل وأنتهى بها المطاف بإن تكسر زجاج السيارة الأمامي وأحدثت صوت أنهيار الزجاج وتحول الي فتافيت وانتهي الأمر بسقوط الديك خلف السيارة وكأن شيئاً لم يكن ولا أحد يعلم من الجانى المتسبب في تلك الفاجعة


عاد السائق مسرعاً ونظر إلى ماحدث وغضب كثيراً وفقد اعصابه ناظراً إلى الاعلي معتقداً ان هناك شخص من ذلك المنزل الفاعل لهذا الأمر فيريد ان يعرفه وحمل في يده قطعة الطوب صارخاً بصوته وأعلن عن غضبه بسب سكان هذا المنزل فسمعه احد الجيران وخرج من النافذة ليرد عليه الشتائم والسب لرفضه كلام السائق


وتصاعدت الأحداث وخرج سكان المنزل في السبع طوابق يرددون بعض الالفاظ وتحولت الي خناقة وتشاجر حتما سيحدث

الصدام بين رجال المنزل والسائق فنزل السكان ليشتبكوا مع الرجل بمفرده لانه تخطي الأدب وهم منه غاضبون لأتهامه السكان بإتلاف سيارته


وفجأة نزلت سيدة تصرخ من أعلى بسبب فقدانها الطائر التى كانت تضعه بالبلكونة وقفز إلى الشارع مشاهدة طيران الديك من الأعلى لكنها لاتدرك مافعله الديك وهي تستنجد بالناس ليمسكوه منعاً

من ضياعه فصاحت قائلة يا فلان اسمك يا واد الحقوا الديك اللي حيلتنا هرب امسكوه يا بنى امسكوا يا حبيبي بسرعة ياضنايا قبل مايروح

وهناك احداث تجري بين السائق والسكان والجو مشتعل بالغضب السائق خرج عن المألوف ويبادل السكان الكلمات مثل طلق الرصاص فصاحت صاحبة الديك الرومي


وتدعي السيدة ام محمود البالغة من العمر ستون عام اسكوتوا بقي اهدوا ياجماعة مش تفهموا اللي حصل وتعرفوا ايه السبب اسمعونى افهمونى أنا عاوزة احكي اللي حصل اسمعنى يابنى فصمت الناس جميعاً وتوقف الشجار والكل ينظر الي هذه السيدة ليخمن ماذا ستروي لنا


ام محمود : متحدثا الي السائق اسمع يابنى

الناس دي مالهاش ذنب ماحدش منهم كسر عربيتك اللي عمل كدا الديك بتاعي هرب منى وقفز مالعشة

ومسك فالجدار فوقعت علي عربيتك الطوبة

انا يا بنى بقولك الصدق انا كنت فوق وشايفة كل حاجة حقك عليا يا بنى انا مستعدة اعوضك باي حاجة لكن العين بصيرة والأيد قصيرة


السائق : معاذ الله يا أمي ربنا يعز مقدارك ويبارك في عمرك مش احنا اللي بنقبل العوض ياحاجة عوضنا علي الله وكل اللي يكتبه ربنا لنا كله خير ونظر  إلى الجيران وقال حقكم عليا ماتزعلوش 

السكان : لا ولا يهمك يا عمنا أنتا اللي متزعلش أتفضل نعمل معاك الواجب ربنا يستر طريقك وترجع بيتك بالسلامة

أم محمود : متحدثه مع السائق أن يقبل عزومتها في منزلها علي مائدة من اجل العيش والملح ودعوة خير لنجاة السائق وتفديه بذبح الديك واطعام الجيران منه بعد ان تسبب الديك بكارثة اثناء محاولته للهرب من قبضة ام محمود 

فضحك لها الجميع باستغراب وكأن الديك اصبح كبشاً لفداء روح شاء رب العالمين ان يكتب لها النجاة  فماذا كان سيحدث  اذا سقط قالب الطوب من مرتفع  فوق رأس السائق فكانت حكمة الخالق

 فابتسم الجميع فور فهم هذا التفسير بعد ان علمتنا فطرة ام محمود الأم البسيطة التى تحمد الله ورغم حب الناس والجيران لها ماكان احداً ليتدخل ليفض شجار بين السائق والجيران كان من الممكن ان يتصاعد ويصبح عراك ومشكلة تعرضهم للخطر وتزيد العنف بينهم شكراً للأم الحنون السيدة ام محمود علي هذه الطيبة والنبل ووداعاً ايها الديك المشاكس فانتهت رحلتك  وستصبح وجبة شهية يتناولها الجميع علي شرف العيش والملح ومنع العنف ونشر دعوة للسلام برعاية ام محمود


قال السائق في نهاية الحديث اشكرك يا امى كثيراً واوعدك بأن اعود لكي بعد ان يكون الديك الرومي جاهز للتناول

وقبل دعوة الغداء في منزل السيدة ام محمود لأحترام رغبتها بذبح الديك ادباً له لمحاولته الهرب وتركها وتسببه في كسر زجاج السيارة وأحداث فتنه وشجار بين السائق والسكان وهذا أضعف الايمان

 من هذا وذاك غلبنى الشوق بإن اعرف ماذا سيحدث بعد اطفاء النار بتدخل ام محمود فتحدثت مع السائق قائلا له سؤال ياعم الاسطي هو انتا بجد هتيجي ساعة الغدا وتاكل الديك مع الناس اللي فالبيت فضحك السائق وقال لي ياستاذ انا انكتب لي النجاه وربنا حفظنى من قالب الطوب كان ممكن يقع علي راسى وانا نازل من العربية والست الفقيرة فدتنى بالديك عوض علي تكسير العربية اللي راح وانا نويت والنية خير أصلح العربية علي حسابي واروح اشوف ولادي واكلف زوجتى تشتري ليا ديك واهديه لام محمود اللي عاوزة تكرمنا في بيتها وهاجيب عيالي الصغيرن معايا ولازم اكرمها انا كمان مش كفاية هناكل الديك اللي حيلتها احنا برده ولاد اصول ولا نرضى الخسارة لحد

انتهت القصة بوليمة جماعية واكثر من حكمة وتعرفنا علي نبل واخلاق المصريين وشهامة ولاد البلد وكرم ولاد الاصول وتدخل الام الطيبة لتطفئ نيران الفتنة والتصدي للشر بكلمة خير عجبي

google-playkhamsatmostaqltradent