" كم أحببتها "
كتبت شيرين رأفت
تلك الشجرة القوية ,كم احببت فيها قوتها وعزمها وإرادتها التي تواجه الرياح
كم أحببتها
غار منها الكثير ونفر منها الكثير واستغربها الكثير ولكن ظلت شامخة قوية كما هي , لا يعنيها شئ مادامت على استقامتها ولم يسقط منها اوراق فتتضطر أن تنحني لجمعها.
كم أحببتها
كم حاولت أن احافظ على وجودها ولكن ضعفت في مرة في مواجهة ريح فتساقطت بعض أوراقها ولعلي أستطيع أن أجمعها مرة ثانية فأعيد بنائها.
كم أحببتها
لا تنحني ايتها القوية لم تضعفي , ولكنها ريح فتنة تأتي كل حين لتختبر قوتك فاستقيمي كما أنتِ , فكم من فروع اتتها رياح فمالت قليلا ثم عادت لارتفاعها .
كم أحببتها
لا بأس يا صغيرتي كان لابد أن تهتزي مرة ليتضح هل قوتك من عزيمتكِ أم هي فطرة لا شأن لكِ بها .
كم أحببتها
وكلما تساقط منها ورق لها سأعيدها وسأحاول جاهدة أن لا تميل ولا تنحني ,فقد يتبع الانحناء كسور , وحينها لن أستطيع أن أرمم الكسر فما كُسر صعب أن يعود ثانية كما كان .
كم أحببتها
قومي أيتها الحبيبة القوية وارفعي رأسك عاليا الى السماء واستمدي قوتك منها فحتى لو ضعفت مرة الفروع فالأصول ثابتة لا تيأسي ولا تحزني فكوني كما أنت دوماً لا كما يُريدون .
