اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

يا فقير

   يا فقير 




كتبت شيرين رأفت 

يعيش الإنسان طيلة حياته وهو يظن أن السعادة الكاملة في الحصول على المال، ويضيع نصفها أو أكثر في السعي وراءه حتى يخرج من دائرة الفقر ولكنه لا يدري أنه بالفعل دخل فيها 

فليس الفقر قلة المال يا سيدي الفاضل ولا الغنى بزيادته فالفقير هو الذي ملك في الدنيا حتى ملكته، والغني هو من رضي بحاله وقل سؤاله وأراح باله وسكن الدنيا ولم تسكنه

هل تتذكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين وافوه في صلاة الفجر لِما سمعوا من خيرٍ قدم به أبو عبيدة رضي الله عنه من البحرين، فتبسم وبشرهم بالخير، ثم وعظهم: فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم 

هذا هو ما يجب أن نخشاه حقا التنافس على الدنيا، والتفاخر بالملذات والملبوسات والمشروبات والمساكن والحرص والشره والإستيلاء على ما يزيد عن الحاجه فهناك أمم وشعوب كانوا ضحية لذلك التنافس الذي حذر منه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما أجهل الإنسان حين يضيق عليه الفضاء الواسع والأرض الفسيحة نتيجة للتخوف من «جوع الغد»! وهو أمر لا علاقة للإنسان فيه، فرزقه مضمون عند خالقه، وخالقه واسع عليم

فالغني الحقيقي في هذه الدنيا أعزائي هو من عمل لأخرته وبنى فيها وأخذ من نور بنائه شعاع يضئ له حياته ويصبره عليها،

الملك الحقيقي هناك البيوت والقصور الخالدة هناك ،

المؤمن الحقيقي لا تغريه الدنيا ولا يتنافس عليها لعلمه أنها فانيه ويقينه بنصيبه في الجنة ووعد الله له 

(وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ).


وهذه بعض الأقوال لسيدنا الأمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه في الفقر والغنى:- 

“الفقر سواد الوجه في الدارين”.

“الغنى والفقر بعد العرض على الله”.

“ملوك الدنيا والآخرة الفقراء الراضون”.

“لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار”.

وعنه لولده ابنه الحسن (عليهما السلام) -: يا بني:

من ابتلي بالفقر فقد ابتلي بأربع خصال: بالضعف في يقينه، والنقصان في عقله، والرقة في دينه، وقلة الحياء في وجهه، فنعوذ بالله من الفقر”




google-playkhamsatmostaqltradent