( الناجح يرفع إيده )
كتبت شيرين رأفت
أغنية لعبد الحليم حافظ إعتدنا على سماعها في مناسبات النجاح وخاصة الثانوية العامة " الناجح يرفع إيده " ومن ضمن مراسم الإحتفال الأخرى أيضا توزيع صناديق المشروبات الغازية على الجيران والزغاريد والتهنئة تملأ المكان ، نجح فلان وحصل على كذا في المائة .
وتمر السنوات لنرى معا هل حقا نجح فلان؟
نعم بالطبع فلقد أصبح طبيبا وأمه وأبيه يتفاخران طوال الوقت بكونهما والد ووالدة الدكتور.
أنا لا أسال عن وظيفته ، السؤال واضح هل نجح فلان ؟!
كيف هي حياته ؟ هل يحب عمله ؟ هل يتقنه ؟ هل يتطور فيه ؟ أم إكتفى باللقب ؟!
للأسف إنها عقدة توارثنها عبر الأجيال تسمى بعقدة كليات القمة ،
الطب الهندسة الإقتصاد والعلوم السياسية هي كليات القمة في ظن الكثير فمن لم يحظى بأي منها نشفق عليه .
وبناء على ذلك اخرجنا أجيال هائلة من الفاشلين أطباء ومهندسين وسياسيين مجرد ألقاب .
لا لسبب إلا لأنه لم يكن إختيارهم ولا يمت لرغباتهم وقدراتهم بشئ وخاصة اليوم في ظل إنتشار الكليات الخاصة التي نستطيع وبسهولة شراء لقب القمة .
تضحي بإبنك وتكبت مهاراته ورغباته وإبداعاته فقط لتفتخر أنت بكونه في كليات القمة أي قمة هذه التى تقذف بنا إلى القاع .
أيها السادة الأجلاء أخرجوا من هذا الصندوق الأسود، وأفتحوا الأفاق لعقول أبنائكم، ولا تختاروا لهم، فقط ساعدوهم في الإختيار، ساعدوهم في تسليط الضوء على مهاراتهم وإبداعاتهم التى من خلالها يستطيعون هم الإختيار، ليسلكوا طريق الناجحين المبدعين ليصلوا حقا إلى القمه وقتها فقط نستطيع أن نقول
( الناجح يرفع إيده ) .
