مناجاة كاتبة
بقلم : نوره سليم
ماذا بك يا قلمي
ألا تود أن تحادثني
أعلنت الجفاء !
ركودك يا قلمي أوجع سريرتي
ويا ويلتي !
من ألف آه في وحدتي
إنهض يا قلمي من سباتك الوعر
فالنار في جوفي تستعر
فأنا بك يا قلمي ودونك أنتحر
لا ترتعد ! لا ترتعش !
لن تخذلك أناملي الناعمة
وصفت بك عشق الليل والأسحار
فأصبحت بحبك يا قلمي مفعمة
وبسرد الحروف على السطور متيمة
نحن رفقاء الحرف يا قلمي
فلا تتركني بين دروب بائدة
شقوقها ترسم خطوطاً باهتة
رفيقي يا زادي وزوادي
في ليلة مظلمة حالكة
وأطرافي منهكة
تلك التي كانت تَأْلَفُك
لم تعد تعرفك
عد يا قلمي دَوّن روائعك
لما يا قلمي تعلن العصيان !
وما بين حسنك ومشاعري إنسجام
نحن رفقاء يا قلمي
فأنت السلوى والصديق
أ يا قلمي جئتُ أحاكيك
وكُلّي أوجاع تناجيك
على حلم في مهب الريح ضاع
تركتني القوة واختطفتني الضباع
كجلمود صخر حط على أرض الضياع
وذبد الكلام في شتات مشاع
ستلتهمني السباع وتنهار هيبتي بين البقاع
جرم ذاك الذي استباحته الأفاع
هجرتني !
ويال من هجر الحبيب بلا دفاع
فقد هجرتني الكلمات والصيحات والضحكات
حتى السبات مات
إنهض يا قلمي !
استحلفك بإيماني بقدسيتك وعفتك
أن تغمرني بصفحك وعفوك
ليس لي غيرك من طبيب يداويني
فأنت الداء والدواء ومن سواك يواسيني
بك إعتلّت حروفي وأنت من يشفيني
أغثني .. أغثني يا قلمي من وحشة حروبي
وانا أسلك دروبك و دروبي
من وحدة أيامي
من ضنى زماني
أحبك يا قلمي وأحب همساتك
حين تداعب سطوري وتدون أمسياتي
وتختلق من ضحكاتي وعبراتي
قصص تدوّنها ورواياتي
العشق أنت والمعشوق يا سر نجاتي
ويا لهزالة كلماتي !
إن لم ترويها بحبرك
وتنعش قلبي
قبل السبات .
