اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم من ذوى الهمم بعد رحلة من المعاناة

 أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم من ذوى الهمم بعد رحلة من المعاناة 



كتب / محمد سمير حامد النينى .


الأستاذ رضا عبد السلام هو أول رئيس لإذاعة القرأن الكريم من ذوى الهمم بعد رحلة شاقة ومعاناة لا يقدر عليها إلا خاصة الرجال ، فمنذ أن ولد فى قرية كفر الشيخ إبراهيم في قويسنا بمحافظة المنوفية بمصر، وكان يوم ولادته صدمة للجميع حيث أنه ولد بضمور تام في الذراعين إلا أن الأب تقبل الأمر ودعى قائلاً (يارب أنت الذي خلقته وأنت الكفيل به.)، وقد رفضت العديد من المدارس قبوله نظراً لإعاقته مما دعى والده للذهاب إلى وكيل الوزارة وأبلغه أنه سيذهب إلى الرئيس عبد الناصر إذا لم يقبلوه لأنه كان يعتبر التعليم بالنسبة له حياة.

فتعلم الكتابة بواسطة أسنانه على يد والده والتحق بمدرسة كفر الشيخ إبراهيم، ثم ألتحق بكلية الحقوق جامعة طنطا وتخرج منها وكان ترتيبه الثالث على دفعته، وعقب تخرجه عمل فترة قصيرة في أحد مكاتب المحاماة ولكن لم يجد نفسه في هذه المهنة، وكان يجيد اللغة العربية وإلقاء الشعر والخطابة مما جعله يفكر في العمل بالإذاعة.

وبالفعل تقدم للإذاعة ولكن تسببت الإعاقة في البداية بحرمانه من الالتحاق بالإذاعة ولكنه نجح لاحقاً في عام 1987 في الالتحاق بها كمذيع واستمر عمله كمذيع وقد ارتبط صوته طوال هذه السنوات الماضية بالإذاعة فكان صوتا مميزاً ، كما أشتهر أيضاً بالقيام بالأمسيات الدينية وجولات لإذاعة القرآن الكريم في قرى ومدن مصر، كما قام بتغطية مناسك الحج عام 2006 وشارك في تقديم مسابقة القرأن الكريم العالمية بدبي، وصدرت له 4 كتب هم أشهر المعاقين في العالم  وحياتي وعلماء ومواقف بين ثوابت الدين وعواصف السياسة وكان آخرها  نقوش على الحجر

ويعد الأستاذ رضا عبد السلام حالياً كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم ويعمل بها على مدار 30 عاماً قدم خلالها العديد من البرامج الإذاعية الشهيرة مثل: "قطوف من السيرة" و"مساجد لها تاريخ" و"سيرة ومسيرة"، وهو صاحب نبرة صوت مميزة لدى الملايين والتي يقدمها دائماً في بداية الفقرات الإذاعية أكسبته شهرة واسعة لدى مستمعي الإذاعة في مصر وخارجها.

وجاء قرار اختيار رضا عبدالسلام في رئاسة إذاعة القرآن الكريم بعد تنسيق تم بين حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ومحمد نوار رئيس الإذاعة وتنفيذ الأخير تعليمات رئيس الهيئة نحو التوجه لدعم الفئات المتميزة من ذوي الهمم ومنحهم المناصب القيادية طالما أنهم أهلاً لها وقد شهد تاريخ الأستاذ رضا عبر ٣٠ عاماً تاريخاً حافلاً بالعزم والعمل الجاد والكفاءة وكما تميز بحسن سمته وسمو رسالته بما يؤهله لأن يرتقى هذا المرتقى الذى لا يصل إليه إلا متميز ،

 بما يؤكد فكر الدولة المصرية  نحو الاهتمام بشكل أكبر بكل المعاقين ذوي الهمم وإعطائهم حقوقهم كاملة.

وقد أكد الأستاذ رضا فى حوار أجراه مع إحدى المذيعات أن منهجه فى إدارة الإذاعة سينتهج فيه منهج الأزهر الوسطى والذى سيكون أساسه المحافظة على الأصل مع المعاصرة للواقع ، وذلك بنكهته المصرية الجميلة،  وتعهد بأن الإذاعة ستظل رائدة فى مجالها كما كانت وستؤدى دورها المنوط بها ، وكما أكد أنه سيظل يخرج على الناس بصوته  فى برنامجه سيرة ومسيرة ليكمل دوره الذى إنتهجه وسار عليه ،

وأنه سيسعى إلى عمل برامج من خلالها يجتذب الشباب لسماع الإذاعة والإهتمام بها أكثر ،  وفى نهاية لقائه شكر للدولة إنتاجها نهج الاهتمام بذوى الهمم بداية من صدور قانون ١٠ لسنة ٢٠١٨ ولائحته التنفيذية و التى فتحت المجال والفرصة لذوى الهمم، وأمَّل من الدولة أن تنظر إليهم أكثر وأكثر حيث أنهم يبلغوا ١٠% من سكان مصر .

هكذا كلل العدل سبحانه وتعالى جهد المجتهدين بالنصرة والفلاح والتوفيق ، فإن الإعاقة إعاقة الفكر وليست إعاقة البدن ، فالمعاق الحق هو من لم يعرف إمكاناته، ولم يستخرج من نفسه طاقاته  


.

google-playkhamsatmostaqltradent