اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

طابية عرابى

الصفحة الرئيسية

 طابية عرابى



بقلم / محمدعبدالوهاب العيوطي


هى أكبر موقع أثري بمحافظة دمياط تقع على مساحة ١٥ فدان تقريبًا بالجانب الشرقى لمصب النيل الشرقى ( فرع دمياط) فى موقع إستراتيجى غير معهود شاهد على الكثير من المعارك والحملات فهى إحدى القلاع الحربية والأثرية المنتشرة فى أرض مصر ، تأسست فى عهد الإحتلال الفرنسى ١٧٩٨ ( حملة نابليون) على أنقاض مدينة باسلة إنتقامًا من أهلها بعد مقتل عدد من جنود الحملة فقد واجهت المقاومة الشعبية الإحتلال بكل ما تملك فهُدمت الحصون القديمة عليهم ، وفطن نابليون إلى أهميتها فقرر بناء الطابية والتى تعنى (القلعة الحصينة) خوفًا من مهاجمة جيش العثمانيين أو البريطانيين من الشمال.
تقع طابية عرابى على الجانب الشرقى للنيل بمدينة عزبة البرج المواجه لمنطقة الجربى السياحى بمدينة رأس البر ، وإليكم أهم المعلومات عن هذه المدينة الباسلة فعن تسميتها بعزبة البرج يرجع ذلك لتاريخ أقدم بكثير فى عهد الخليفة العباسى المتوكل عام ٨٥٤ م قام الخليفة ببناء برجين عند مدخل نهرالنيل أحدهما فى الجانب الشرقي والآخر فى الجانب الغربى، وكان البرجان محل اهتمام ولاة مصر وحكامها، نظرا لأن دمياط كانت أحد الثغور المهمة وبوابة من بوابات مصر الشمالية ، ومطمعًا للغزاة بداية من الحملات الصليبية على مصر، لهذا سميت المدينة بعزبة البرج.
وعن تسميتها بهذا الاسم ( طابية عرابى ) عندما استخدمها العرابيون كحصن منيع فى مواجهة الإحتلال البريطانى عام ١٨٨٢ بعدما فشلو فى دخول القاهرة من طريق الأسكندرية القاهرة الغربى بعد معركة كفر الدوار وتم الإلتفاف حول الدلتا عبر السواحل الشمالية فكانت الطابية هى حائط الصد الأول عند مصب النيل الشرقى ( فرع دمياط) فلم تستطيع القوات البريطانية الدخول من ثغر دمياط وتم الدخول من قناة السويس فيما بعد.
وعن وصفها المعمارى تتكون الطابية من عدة أقسام الأول منها سور ضخم يحتوى على العديد من التحصينات المتكاملة ثم يليه خندق يتسع لممرات وأبراج حراسة ويصل إتساعه إلى ١٥ متر تقريبًا كما يوجد بالقلعة العديد من الآثار الحربية من بقايا القلعة المتهالكة ويوجد بها عدة غرف كانت تستخدم ثكنات للجنود إلى جانب مسجد صغير يسمى المغربى وسكن للحكمدار وعدة إسطبلات للخيول وغرف ومخازن أسلحة وبارود وذخيرة وصهريج قديم ومطبخ وقشلاق كبير.
- أصدرت وزارة الآثار المصرية قرارا بترميم طابية عرابى منذ سنوات ، وهو القرار الذي لم يدخل حيز التنفيذ.
- سُجلت الطابية في عداد الآثار الإسلامية بالقرار رقم ٢١ لسنة ١٩٨٥ لم تجر بها أى أعمال صيانة أو حفر إلا كشف السور الخارجى للخندق وذلك عام ١٩٨٩.
- سكنها المُهَجرين من مدن القناه بورسعيد والإسماعيلية والسويس أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ، وأضيف إليها طابق ثالث لتستوعب أكبر عدد من أسر المُهَجرين.
وتشكل الطابية شكلًا مُستطيلا طوله من الشمال إلي الجنوب حوالي ٣٠٠ م، عرضه من الشرق إلي الغرب ٢٠٠ متر.
وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وبالتحديد عند وصول محمد على باشا لحكم مصر تم ترميم القلعة ورفع الإستعدادات بها وذلك لأهمية القلعة وموقعها الإستراتيجى وتم ترميمها فى حكم عباس باشا الأول واعيد ترميمها فى عهد الخديوى إسماعيل ، وأُهملت منذ الإحتلال البريطانى لمصر لاسيما وقت الحرب العالمية الأولى.
فهى الأن موقع آثرى مهجور يحتوى على العديد من الحجارة لكن قيمته الحقيقية لا يعرفها إلا صُناع التاريخ .


google-playkhamsatmostaqltradent