الألم الماضي
كتبت: دكتور شيماء صبحي
كيف تعالج آلام الماضي؟
لتعالج آلام الماضي، تحتاج لبناء الحاضر، تبني حاضراً مليئاً بالمعاني، بالقيم السامية، بأن يكون حاضرك أكبر كثيراً من ماضيك، ويكون مفعماً بأحداث لا تنسى، بحيث يشعرك هذا الحاضر بالرضا أن لحياتك معنى وقيمة، لا تضيّع حاضرك بالتفكير بماضٍ لن يعود، مهما أجهدت نفسك فلن يعود.
لا تلُم نفسك أنك لم تنسى آلامك، لا تلُم نفسك أنك لم تتجاوز ذكرياتك المؤلمة، لا تتهم نفسك فذلك ليس ضعفاً، خذ آلامك معك، وأوجد توازناً، بين ما تريد تحقيقه الآن، وما تعرضت له سابقاً، الحياة اختيارات، وليس أحدها أن تتخلص من الماضي، ولا أن تقف عاجزاً عن بناء الحاضر.
لا تنس الماضي بل تعلم منه.
لا تنس خطئك بل تعلم منه.
لا تنس من فقدته فقط ادعُ له.
إن الحياة لابد أن تستمر، وأنت لابد أن تعيش لتبني حياة أفضل لنفسك ولمن تحب، فإذا بكيت اليوم فإنك ستضحك غداً، فاليأس هو تصوّر في ذهنك وليس حقيقة، وأنك لم تجد الحلّ لا يعني أنه غير موجود.
ولا تتحلى بالمنطقية طوال الوقت، وليس مطلوباً أن تعرف المغزى من كل شيء يحدث حولك، فإذا شعرت بشعور حاد أو مزعج فليس بالضرورة أن تبحث عن تصنيف له، فقد دعه وشأنه ومارس حياتك، فبعض الأمور ندركها، وبعض الأمور تقع خارج إدراكنا على الأقل الآن.