اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

قتلها وقتلته الجريمة والغضب

 قتلها وقتلته الجريمة والغضب 


 

كتبت: شيرين رأفت 

داعية وأخصائى نفسي 


* إثنان يأمران الناس بالسوء ( النفس والشيطان ) .


 حيث قال الله تعالى {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي}

 وقال {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}


 ولذلك علمنا رسولنا الكريم أن نستعيذ منها جميعا كل يوم في الصباح والمساء.

ففي  رواية عن النبي صلي الله عليه وسلم نعوذ بك من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سُوءًا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم .

 أنها ليست مجرد كلمات، إنها حصن حصين، ضد مصائب وشرور النفس والشيطان.


* الجريمة والغضب 


 في الأونه الأخيرة نرى حولنا تعدد الجرائم والحوادث في الأسرة الواحده ؛

 وفي رأيي أعظم أسبابها وأولها هو الضعف الإيماني ، فالمسلم القوي المحافظ على فرائضة وسننه وورده اليومي من الأذكار لن يكون عرضه أو فريسة سهلة للغضب وسوء النفس والشيطان.


 هذه قتلت زوجها وهذا قتل زوجته الجريمة التى حدثت في لحظات كمباراة من الأعمال الشيطانية والجمهور يحلل الأسباب والنتائج وكأنه معصوم ،

 في الواقع هذا الجمهور أصلا لا يملك نفسه ولا يملك من أمره شيئآ أن يكون من لاعبي المباراة القادمة إلا من رحم ربي .


 في رأيي بدلا من ذلك فلابد أن يهرع المشاهدون إلى أنفسهم على الفور، ويتركوا  المشاهدة جانبا، ويتفرغوا لترويض أنفسهم، وترميم جوانب تقصيرهم، ويعملوا جاهدين على تقوية أنفسهم بالشحنات الإيمانية، والأذكار التحصينية دون تردد أو تأخير، فكلنا مقصرون وطالما مقصر فأنت بعيد وبعدك يتطلب ضعفك والمؤمن الضعيف لايملك نفسه عند الغضب فقد جاء من حديث أبي هريرة: إن رسول الله ﷺ قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.


* إذن فماذا على أن أفعل حين يتملكني الغضب؟


 مما لا شك فيه أن كل هذه المشاكل والأحداث سببها الرئيسي الغضب فهذا الغضب جمرة من الشيطان يلقيها في قلب الإنسان، ومن ثمّ فإن الإنسان بحاجة إذا ألقى الشيطان في قلبه جمرته أن يتبع السنن والنصائح النبوية الشريفة ومنها : 


 ١/ أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.


 ٢/ الصمت، فالحديث عند الغضب مكروه تماما حيث إن الكلمات التي تخرج أثناء الغضب تتسم بالقسوة ولا ينتهي بما بتفوه به المرء، بل يرد على الطرف الآخر، مما يزيد من حدة الغضب من جانب الطرفين حتى تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.


 ٢/ تغيير الوضعية فإن كان واقفا فليجلس، فلا يكون منه تعدٍّ في الخطى والمشي فيضر نفسه، أو يضر غيره وبالتالي فإنه لا يكون له حراك وانتقال فيصدر منه قتل أو أذية أو نحو ذلك.


 ٣/ الوضوء أو الاغتسال فيتوضأ أو يغتسل إن استطاع فالماء تطفي النار التي أوقدها الشيطان في نفسه.


 ٤/ وإن كان الشخص الغاضب عند امرأته واشتدت المناقشة واحتد الحوار فلينسحب فورا ويخرج من المنزل فسيتجنب الكثير مما لا يحمد عقباه.


 وهكذا فالمؤمن القوي الشديد العاقل الذي يقطع الطريق على الشيطان ويعلم ويتنبأ فورا بعواقب الغضب فيسيطر عليه ويلجمه ويقي نفسه وغيره من كوارث مفتاحها الخفي في التحكم في الغضب وإلا لم يكن النبي - صلي الله عليه وسلم - من أهم وصاياه لأصحابه ولنا من بعدهم بعدم الغضب فعن أبي هريرة رضي الله عنه: إن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردد مرارًا، 

قال: ((لا تغضب)) .


 نصيحة من كلمة واحدة جمعت بين خيري الدنيا والآخرة؛ وذلك لأن الغضب يؤدي إلى المشاحنات والقطيعة وغيرها من السلوكيات المنهى عنها في الشرع وقد يؤذي المغضوب عليه فينقص ذلك من الدين.


* نصيحة أخيرة 

 وأخيرا وليس أخرا أنصحكم ونفسي بتجنب التدخل وارتداء ثوب القضاة والحكم على الآخرين، 

فنحن لا نملك إلا الحزن على حالهم وما وصلوا إليه والدعاء لهم كما كان يفعل نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- والتعلم من أخطائهم وتجنب  الوقوع فيها بالقرب من الله واتباع دينه 

 كما يجب والتحكم في النفس عند الغضب. 



google-playkhamsatmostaqltradent