اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

لا تقطع صِلتك بالله

 لا تقطع صِلتك بالله



 كتبت: ياسمين أحمد المحلاوي


 يقول أحدهم:

 ‏مررتُ بفترة انشغلت فيها بعدة التزامات كانت كلها طارئة

 ‏وتستهلك جهدًا ووقتًا وفكرًا، فلم أستطع معها أن أفتح مصحفي.

 ‏تَأَلَّمْت كثيرًا.. لكني كنتُ أعزي نفسي أنه انشغالٌ بالخير

 ‏وأنها فترة مؤقتة.

 ‏ومرّ اليوم بعد اليوم حتى طال انقطاعي، ثم تذكرت هذه الآية

 ‏من سورة المزمل:

 ‏ {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم (20)}

 ‏ما ألطف هذا النداء من الله:

 ‏عبدي ﻻ يمنعك المرض وﻻ طلب الرزق وﻻ حتى الجهاد..

 ‏عن قراءة ما تيسر من كلامي، فإني أقبل منك القليل وأغفر لك التقصير

 وهناك عوامل عليك أن تتمسك بها حتى لا تصاب بالفتور في العبادات والانشغال بالدنيا

 العامل الأول: الدعاء بالثبات:

 مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبتهم على الطاعة وأَن لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ»

 العامل الثاني: تنويع الطاعات والمسارعة إليها:

 مِنْ رحمة الله -عز وجل- بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية وقد أمر الله -عز وجل- بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها. وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، مصداقًا لقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا» (النساء: 66).

 وقد ألمح النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك حين سأل صحابته: «مَن أصْبَحَ مِنْكُمُ اليومَ صائِمًا؟ قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: أنا، قالَ: فمَن تَبِعَ مِنْكُمُ اليومَ جِنازَةً؟ قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: أنا، قالَ: فمَن أطْعَمَ مِنْكُمُ اليومَ مِسْكِينًا؟ قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: أنا، قالَ: فمَن عادَ مِنْكُمُ اليومَ مَرِيضًا؟ قالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: أنا، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ.»

. ونلحظ أَنَّ الطاعات المذكورة جمعت أنواعًا من العبادات فمنها عبادات بدنية (كالصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض) وعبادات مالية (كإطعام المساكين)، وعبادات ذات نفع متعد مثل (عيادة المريض واتباع الجنائز وإطعام المساكين). وعبادات ذات نفع قاصر (مثل الصيام).

 العامل الثالث: التعلق بالمسجد وأهله:

 ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة، والصحبة الصالحة، ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته.

 العامل الرابع: مطالعة قصص الصالحين:

 لقد قص الله علينا في كتابه قصصًا طيبة مِنْ أخبار الأنبياء والسابقين، لننتفع ونتعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات، قال تعالى: «وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ» (هود: 120).

 العامل الخامس: التطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم:

 إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الإنسان فعل الطاعات وترك المنكرات، مصداقا لقوله تعالى:«. وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لِكَبِيرَة إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُون.» (البقرة: 45- 46)

 وقوله تعالى

: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة: 17).

 فإذا ثقلت عليكم مشاغل الحياة:

 (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ) 



google-playkhamsatmostaqltradent