اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

ساعد غيرك

 ساعد غيرك 



كتبت : ياسمين أحمد المحلاوى


أمرنا الله تعالى بمساعدة الآخرين وتقديم العون إلى الغير دون تردد، حيث أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه

ومساعدة الغير من الأخلاق التي هي عنصراً رئيسيّاً في ديننا وهدي نبيّنا الذي جاء ليُتمّم مكارم الأخلاق ويَربطها بشريعة الله التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا تتنازعها الأهواء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ) وقد حثّ نبّينا عليه الصلاة والسلام على الصّفات الحميدة، ومن هذه الصفات مساعدة الاخرين 

"فلا  تبخل على أحد بمعلومة تعرفها، واختصر على غيرك الطُرق الطويلة التي قطعتها، فلا أحد يأخذ رزق الآخر حتى لو في ذات المجال، وتشجيعك لنجاح غيرك لن يؤثر أبدًا على نجاحك، بل بالعكس سُيزيد السلام النفسي لديك، وكُلَّما تساعد غيرك من الناس وتهوِّن عليهم صعوبة الطريق ستجد الله يُسخِّر لك من يساعدك ويهوِّن عليك ويجبر خاطرك، وستجد كرم الله ولُطفه في طريقك أينما خطوت.. وتذكَّر دائمًا قول الله تعالى: «هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ.» 

كما أن مساعدة الآخرين تُعَد من الأشياء التي تريح النفس


فإنّ السعيَ على قضاء حوائج الناس، ومساعدتهم، وتفريج كربهم  باب من أبواب البرّ والتقوى التي أُمِرَ بها المسلم في القرآن الكريم، قال تعالى: (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا)


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)


 ومن صور مساعدة الاخرين 

مساعدات ماليّة: يمر البعض بظروف وضائقة ماليّة صعبة تجعله محتاجاً لبعض المال في أمور حياته الأساسيّة، ويمكن أن يكون أحد أهم أشكال مساعدة الآخرين هو تقديم المساعدة الماليّة لهم ضمن الإمكانيات المتاحة للشخص.


وهناك مساعدات معنويّة: تتمثل في المشورة والنّصح والامر بالمعروف والنّهي عن المنكر وتقديم الاستشارة والرّأي بما فيه مصلحة الشّخص. وهذا النّوع من المساعدات يتطلب التّعاطف والتّفكير بجديّة وعقلانيّة لاقتراح حلول ناجحة ومفيدة تساعد من خلالها الشّخص الذي يحتاج هذا الشّكل من المساعدة.


وهناك مساعدة بالدّعم النّفسي: وهو شكل ضروري ومهم وواسع الانتشار، حيث نمر بسبب ضغوطات الحياة وكثرة الأعباء والمسؤوليات بفترات نحتاج فيها دعماً نفسياً  ولكن يجب الحذر عند تقديم هذا النّوع من المساعدات، ويمكن طلب تدخل الأخصائي النّفسي إذا احتاج الأمر ذلك .

ومن صور المساعدة أيضا 

التّطوع لمساعدة كبار السّن: وهو تقديم المساعدة في الاعتناء بكبار السّن الموجودين في مأوى العجزة والمسنين، وعادةً تنظم الجمعيات الخيريّة والتّطوعيّة حملات وتخصص أياماً لزيارتهم وتقديم الدّعم والمساعدة التي يحتاجونها.


وهناك أيضا 

التّطوع لمساعدة الأطفال الأيتام: حيث يمكن المساعدة في تدريس الأطفال الموجودين في مراكز  الأيتام ورعايتهم وتقديم دعم نفسي واجتماعي والقيام بإشراكهم في الأنشطة التّرفيهيّة .


وهناك

مساعدة المحتاجين من خلال تقديم خدمات صحيّة: هذا النّوع من المساعدات يقوم به الأطباء والعاملون في القطاع الطّبي والصحي فهم الأقدر على تقديم هذا النّوع من المساعدات من خلال فحص المرضى والمحتاجين مجاناً والمساعدة في تقديم العلاج لهم.


وهناك تقديم مساعدات عينيّة كالأطعمة والأدوية وغيرها للأشخاص المحتاجين لها.


وصور المساعدة كثيرة لا تنتهي وان كانت نظرتك لها بسيطة فهي في عين المحتاج كبيرة 


  وإن تقديم المساعدة للآخرين ينعكس على الشّخص الذي يقدم تلك المساعدة أيضا فيشعره بالسّعادة والرّضا عن نفسه، ويزيد من ثقته بقدرته على أن يكون فرداً نافعاً ومنتجاً في مجتمعه وبيئته.

 كما تعود عليه بالنفع في تقليل التّوتر والانفعال: استثمار أوقات الفراغ في مساعدة الآخرين لها منافع كبيرة في تخفيف الضغط والتّوتر والانفعال، حيث يوجه الشّخص طاقته ووقته وقدرته لإنجاح مساعدة الآخرين ما يجعله أقل عرضةً للتوتر والضغط والانفعال كما أنه يرى الأمور بمنظور أكثر حكمةً ورزانةً.


الإحساس بالرّضا والقناعة: الشّعور بأنك قادر على تلبية احتياج شخص ومساعدته في تخطي مشكلة أو موقف صعب بالنّسبة له ولو بكلمة ونصيحة يشعرك بالرّضا عن نفسك.

 ومساعدة الآخرين تفتح عينك على رؤية المشاكل التي تواجهك شخصياً من زاوية أخرى فتجعلك قنوعاً بما لديك وراضياً بما قسمه الله لك.


تحسن العلاقات الاجتماعيّة: مساعدة الآخرين تخلق جواً من الألفة والطّمأنينة بين أفراد المجتمع  وتحسّن العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة بين النّاس، فجميعنا نمر بمواقف نحتاج فيها مساعدة الآخرين لذا علينا مساعدتهم عند مقدرتنا لنجد من يساعدنا عندما نحتاج المساعدة.


إعادة ترتيب الأولويات: عند استعراض مشاكل الآخرين والمواقف التي يمرون بها تتغير نظرة الشّخص لأمور حياته وأولوياته، فيعيد ترتيبها وفقاً لنظرة أكثر شمولاً واتساعاً


ومع كل صورة من صور المساعدة يجب احترام خصوصيّة الأشخاص: فاحتياجهم للمساعدة لا يعني استباحة حياتهم الخاصة وتفاصيلهم الشّخصيّة وايضا لا تقدم وعوداً لا تستطيع تنفيذها أو الوفاء بها.

ساعد غيرك



google-playkhamsatmostaqltradent