اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الرسائل الخفية

 الرسائل الخفية



 شيرين رأفت

 داعية وإخصائية نفسية

 كثيرة هي الرسائل التي تصلنا خلال اليوم أو طيلة حياتنا عبر وسائل شتى.

 ولكن حديثي اليوم في هذا المقال يتناول نوعا آخر من الرسائل تصل من وإلى فئة معينة من الناس فلا يستطيع قراءة محتواها إلا من لديه قلب سليم.

 إنها الرسائل الخفية التي تعرف في علم النفس بأنها الرسائل التي لا يمكن إدراك غايتها من الوهلة الأولى، إما أن تكون رسائل مرئية أو مسموعة أو مقروءة معروضة في حدود اللادراك العقل الباطن فتحلل وكأنها أصوات أو أوامر داخلية.

 (رسائل السلامة)

 ولأن أول الغيث قطرة فإن الرسالة قد تكون القطرة التي تزيل الأتربة والغبار من على قلبك ليعود إلى فطرته التي نشأ عليها أو تعيده إلى حالة قد أحب الله وجوده فيها، أو بصيرة تصبره على بلاء أتاه لتريه النور الذي خلفه، أو كلمة تأتيك في آية تقرأها أو تسمعها أو كلمات نصح تأتيك من شخص غير متوقع في وقت غريب إنها رسائل السلامة.

 في حياتي أتذكر عدد قليل من الرسائل التي كان لها شديد الأثر علي منها ما أحسنت استقباله وفهمه ومنها ما لم أفهمه.

 (طبطبة إلهية)

 لن تجد الطبطبة الحقيقية إلا في معية إلهيه وحتى لو جاءتك من يد بشرية فالمحرك لها والمرسل هو الله لا بد من أن تعلم ذلك لتحسن استقبال رسائلك.

 (رسائل قرآنية)

 أتذكر يوما كنت في شدة وحزن وانكسار لم تعالجه أو تزيله كلمات المقربين المألوفة (شدة وتزول) (أكيد خير) (احمدي بقي) وغيرها،

 لا أتذكر وقتها إلا إني لجأت إلى مصحفي ليضمني بين ثنيات صفحاته وإذا بيدي تفتح صفحة بعينها من سورة بعينها دون التركيز على اسمها فكلها كلمات الله أملى بالله أن تهدي من روعي، فأقرأ وأقرأ إلى أن أصل لكلمتين في آية عيني توقفت عندها كالمغناطيس لا أستطيع أن أتعداها (يدبر الأمر)،

 نزلت على قلبي كالدواء الشافي وكأنها نزلت من أجلي أنا وحدي وكأن الله يربت على كتفي ويقول لي لا تحزني إنه خير وأنا أدبر لكي أمورك كلها خير التدبير لا تقلقي ولا تحزني ولا تخافي، يا الله وعلي الفور توقف الدمع وحل محله ابتسامة نابعة من القلب، إنه الله ربي بعزته وجلاله جبر بخاطري وأزال انكساري برسالة إلهية، وهي رسالة دائمة الصلاحية فأصبحت في كل وقت يعتريني الهم أقولها لنفسي

 (يدبر الأمر)

 (إعادة الضبط الإلهي)

 وغيرها من الرسائل التي تصل لنا، أو بنا لغيرنا، كلها الهدف منها لصالحك ليصلحك ليعيد ضبطك ويرجعك إليه إن كنت قد بعدت أو انشغلت عنه، أو ليطمئنك بأنه معك وأن الذي أنت فيه خير حتما خير.

 وكأن يشكو إليك أحدهم من هو ليس من طبعه الحديث معك في أموره الشخصية، وتجد نفسك تتحدث إليه بكلمات هي ليس منك لقد صاغها الله على لسانك لتصله لتصل إلى قلبه، إنها رسالة ربانية من عبد لعبد أخر، المهم أن تدرك مصدر الرسالة الأصلي وتعلم أنها من الله لك نعم تخيل الله يرسل لك رسالة خاصة، الله يريدك الله يحبك الله يعيدك لقربه.

 أو قد تستمع لنصيحة دعوية بمحض الصدفة في وقت أنت تحتاجها تغير طريقك ١٨٠ درجة.

 وغيرها وغيرها وغيرها من رسائل خفية تصل إليك ولغيرك ووصلت لمن قبلك فأحسن استقبالها وأعلم أن الله قد اختصك بها وحدك دون غيرك إنه اجتباء (وكذلك يجتبيك ربك).

 واحذر أن تتجاهل الرسائل فتأتيك في صورة ابتلاء فبدلا من عودتك حرا بالإحسان ستعود حتما بسلاسل الامتحان.

 كما قال سيدنا إبن عطاء الله السكندري في الحكم العطائية

 (من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان)



google-playkhamsatmostaqltradent