اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الأقدار

 الأقدار




بقلم مصباح محمد


الأقدار تؤخذ من أفواهكم، فإن دعوت الله بكل خير والنجاح ستنجح وإن دعوته بالتوفيق ستتوفَّق وإن دعوته بالتيسير سييسر لك الله كل أمورك  كما أن الله لن يلهمك الدعاء بشيء لا يريده لك ولا ليمنعك أجره بل يلهمك لأنه يريدك أن تأخذ ما تتمنّى بإذنه وقدرته فتفاءل بالخير تجده، واعلم أن مادام الله ألهمك الدعاء، فأمنيتك لك

من جملة إعتقاد أهل السنة أن الله يقدر ويقضي ما شاءه وأراده، وأن مشيئته وإراداته تعلق بها محبته ورضاه في الأقضية والأقدار الشرعية، لا الكونية التي لا تستلزم الرضا والمحبة لله واحده 

فالله عز وجل

 يحب طاعة الطائعين التي قدر وقوعها كوناً وشاءها وأحبها شرعاً، فطاعة العبد تحصل بمشيئة شرعية أحبها الله  كما أن الله سبحانه يبغض معصية العاصين التي قضاها كوناً وشاء وقوعها قدراً مع أنها غير محبوبة في ذاتها ولكن اقتضت حِكَمة العظام وقوعها، فجرى بها القلم في الأزل لعلم الله التام باختيار خلقه، ولا يظلم ربك أحداً

فالله _عز وجل_ قد يشاء ما لا يحبه كمشيئته وجود إبليس وجنده، وقد يحب ما قد لا يشاء كونه كإيمان الكفار وطاعات الفجار، فليس بين المحبة والمشيئة الكونية تلازم ولكن ما شاء الله كونه كان.

وإذا تقرر هذا فالرضا بالقضاء أنواع:

 أما القضاء الشرعي الديني المحبوب إلى الله عزوجل فالرضا به واجب وهو أساس الإسلام كما قال سبحانه فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً

وأما القضاء الكوني القدري الموافق لهوى العبد فالرضا به لازم، لأنه ملائم للعبد محبب لديه، وليس في هذا الرضا عبودية وإنما العبودية في مقابلته بالشكر، والإعتراف بالمنة، ووضع النعمة في موضعها.

 وأما القضاء الكوني المخالف لهوى العبد فهو قسمان

 قسم يقع بغير اختيار العبد كالمرض والفقر وأذى الناس، فالرضا بهذا مستحب، وهو من مقامات أهل الإيمان وفي وجوبه قولان.

 قسم يقع باختيار العبد مما يكرهه الله ويسخطه وينهى عنه شرعاً، فهذا لا يجوز الرضا به ولا محبته

 ولا الصبر عليه  




google-playkhamsatmostaqltradent