اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

(الدرع الواقي والعدو الخفي

الصفحة الرئيسية

 الدرع الواقي والعدو الخفي  


  

الدرع الواقي والعدو الخفي

شيرين رأفت

داعية وأخصائية نفسية 


«عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟»


 إنه قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما أصابت العين أحد الصحابة وهو الصحابي "سهل بن حنيف" عندما رأه أحد الأنصار وهو يخلع ثيابه ليتوضأ فأعجب ببياض جسده ونقاء جلده فصرعة بعينه ولم يفق إلا بعد أن غسلوه بماء وضوءه .


وفيه أنك أيها المسلم عندما ترى في نفسك أو في أخيك ما يعجبك أن تقول اللهم بارك أي تدعو له بالبركة مخافة أن تحسده .


وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .


وقال الله تعالى(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)

 (٥٤ : النساء ) 


إنه العدو الخفي يصيبك دون أن تراه ، والكثير هم حولك .

وليس من الضروري أن تخرج من بيتك ليصيبك السهم ، فاليوم أصبحت الوسائل متعددة وتصل أخبارك لعدوك دون أدنى مجهود فقط يجلس على أريكته خلف الشاشات ويشاهدك وأنت تستعرض نعم الله عليك .

(ها أنا تزوجت ، رزقت بمولود جميل ، أنا سعيد اليوم عندي حدث سار، أنظروا هذه صورة عائلتي ،لقد نجحت ، أنا على الشاطئ أنعم بعطلة أنظروا منزلي الجديد ما رأيكم بلون سيارتي ، واو لقد صنعت مائدة طعام كبيرة من أجل أن نجتمع أنا واقاربي، انا أحب زوجتى ، وغيرها وغيرها .


السؤال المهم الأن هل أرتديت درعك الواقي يا عزيزي قبل أن تستعد لضرب السهام ؟! 


ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻦ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﻗﻠﺐ.


ويقول ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ  ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺳﻤﺎﻛﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، ﺑﻞ ﺗﺼﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻘﻪ .


*ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ " ﺍﻟﺒﺴُﻮﺍ ﻣِﻌﻄَﻒ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻟِﻴﻘِﻴﻜﻢ ﺷُﺮﻭﺭ ﺍﻹﻧْﺲ ﻭﺍﻟﺠَﺎﻥ ،،، ﻭﺩﺛّﺮﻭﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣَﻜُﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘْﻐﻔﺎﺭ ﻟﺘَﻤْﺤﻲ ﻟﻜُﻢ ﺫُﻧﻮﺏ ﺍﻟﻠّﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨّﻬَﺎﺭ ،،، ﻭﺇﻥ ﺃﺻﺎﺑﻜﻢ ﻣﺎﺗﻜﺮﻫﻮﻧﻪ ﻓﺴﺘﺮﺿﻮﻥ ﻭﺗﺘﻴﻘﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻗﺪﺭﻩ ﻟﻜﻢ ﺭﺑﻜﻢ ﻷﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻨﺘﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ.


عدوك الخفي لا يعلم أن خلف شاشتك السعيدة أيضا أحداث مدوية قد لا يتحملها هو ؛ كطفل مريض ، أو كرب شديد ، أو فقدان عزيز أو علاقة زوجيه بائسة ، أو غيره  فأنت لا تعرض كل أوراقك ، وبالتأكيد لن تنشر صورة لك وأنت تبكي لتثبت له أن نصيبك من الجانبين متزن .

فلا عليك عزيزي المسلم سوى أن تتسلح بسلاحك الذي صنعه الله من أجلك ، من أجل حمايتك ، فدائما كما تتفقد حزام أمان سيارتك عند القيادة تفقد درعك الواقي لحمايتك من عدوك الخفي من الإنس والجن

ونصيحتي لك قدر الإمكان حاول أن لا تستعرض نعمك ليس فقط لحمايتك أنت ،  بل مراعاة لمشاعر إنسان أخر قد فقد عائلته أو زوجته أو زوجها أو لم ينعم الله عليه بالإنجاب أو لم تتزوج بعد أو لا يستطيع تناول صنفا واحدا من مائدتك سواء لفقر أو لمرض .

وإن قلت أفعل من باب ( فأما بنعمة ربك فحدث)  فيكفيك أن تحدثهم عن صفته التى من بها عليك فتقول والله أني أنعم بنعمة المنعم وكرمه ورحمتة في كل وقت.

  

الدرع الواقي والعدو الخفي

google-playkhamsatmostaqltradent