تفسير آية
كتب چيلان محمد
القاهرة
يقول تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ..}
لما حذّر الله -تبارك وتعالى- من الرّبا، وبيّن سوء عاقبته، وما ينبغي من الإنظار والإمهال حال الإعسار، أمر بعد ذلك بالتقوى، ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
وَاتَّقُوا أي: اجعلوا بينكم وبين عذاب الله -تبارك وتعالى- وقاية، بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهَ وهو يوم القيامة، حيث يُبعث الناس من قبورهم جميعًا، ويقفون يُشاهدون أهواله، وأوجاله، ويُعرضون فيه على الله ليُحاسبهم، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ فمعنى وَاتَّقُوا يَوْمًا أي: واتقوا أهوال وأوجال يومٍ؛ لأن اليوم ظرف للزمان، ولا يُتقى، وإنما الذي يُتقى هو ما يكون فيه.
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ توفى كل نفس أي: أنها تجد جزاءها وافيًا، من غير زيادة ولا نقصان، (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )
و حين نتأمل قول الله تعالي و نتدبره و نفهمه نعي تماما أنه لا نجاة من عذاب الله إلابتقوي الله، و الخوف منه، و العمل علي مرضاته، واجتناب نواهيه، و الرجوع و الإنابة بعد كل ذنب .
اللهمّ نسألك خشيتك و العمل لمرضاتك

