اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

إستغاثة

 إستغاثة

إستغاثة


بقلم - عبير مدين


جلس مطأطئ الرأس  يستمع إلى الترمومتر و وهو يشتكي التعب من كثرة العمل في هذا اليوم البارد من ايام شهر يناير حيث درجة الحرارة المنخفضة والامطار الشديدة و المئات مصابين بنزلات البرد وما ينتج عنها من ارتفاع في درجة الحرارة. نظر له الترمومتر بغيظ وقال له مالي أراك لا تبالي بحالي أيها الجهاز اللعين نظر له جهاز الضغط بعيون دامعة وقال تعبت من العمل بضع أيام أو أسابيع طول العام ؟! 

.... انك لا تبالي بآلام الناس ولا أنّاتهم  لا تشعر بما اشعر به وانا اقبل شفاههم الملتهبة

 ٠٠٠٠ لا يا عزيزي لقد شارفت على الانهيار وانا استمع يوميا إلى أنّات الناس، اصعب مافيها المكتوم ألُفُّ ذراعي المطاطي حول ذراعهم أحاول أن اواسيهم ويعلو زئبقي كما يعلو زئبقك وانا أرى الهموم تجثو على صدورهم ابحث عن نبضات الحياة في عروقهم حتى أن البعض يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديّ فيصاب زئبقي بالصدمة ولا يتحرك من مكانه تمر الأيام وانا اعمل ليلا ونهارا لا ادري ماذا أصاب إبن آدم ماله لا يرحم أخيه الإنسان بل لا يرحم نفسه !!

...... هوّن على نفسك يا صديقي ما كنت اعلم انك مثقّل بالهموم 

...... إنني اغلق حافظتي على معاناتي 

...... أظنك تحتاج اجازة

...... لابل اريد أن أجري وارتمي في المخزن اتقيء زئبقي وأقطع ذراعي المطاطي 

.....حتى لو فعلت يا صديقي لن ينجو أحد من هموم الدنيا أصرخ بأعلى صوت و سيغرق صوتك في ضجيج العدم وستكون اغلى أمنياتك أن تعود لصمتك القديم. 

إستغاثة


google-playkhamsatmostaqltradent