اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

طوف وشوف من كل بلد حكاية المظلوم ٠الظالم ٠ البرئ.

 طوف وشوف من كل بلد حكاية 

المظلوم  ٠الظالم ٠ البرئ. 




 اعداد وتقديم - محمود سعيد برغش

 يروى ان رجلا فقيرا يكسب رزقه يوما بيوم واسمه مسعود  وجاء ذات يوم بالعمل اجير في مزرعة. فاجتهد وعمل  وسعد به صاحب العمل  حتى زاره صاحب له، مع العلم بأن صاحبه هذا ذو اخلاق سيئة،  عندما زاره  وقعت عيناه على صاحب المزرعة ومالديه من ثروة كثيرة فعزم الامر على سرقته وكان يفكر ويخطط وهو جالس مع صاحبنا الطيب  وعندما خرج من عنده وضع الخطة لسرقته أثناء تواجد صاحبه الطيب في المزرعة حتى تقع تُهمة السرقة عليه

عاد الصاحب السيّئ مرة اخرى بعد منتصف الليل بعد ما تأكد من نوم الجميع وقام بتخدير صاحبه برش مخدر امام انفه وهو نائم وعندما تأكد من أن صديقه فاقدا لوعيه ذهب الى المنزل الذي فيه  مكتب صاحب المزرعة لإتمام عملية السرقة، وبما أنَّ المنزل يقع داخل المزرعة فالحظ لم يكن معه  حيث استيقظت ابنة صاحب المزرعة فجأة إثر سماعها لصوت حركة، فاتجهت نحو مصدر الصوت فرأت اللص و عندما تفطّن إليها توتر و قام  بقتلها بسكين صغير كانت في جيبه  ولم يتركها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة

 وماتت  ثم قام بالسرقة وخرج مسرعا الى بيت صاحبه الطيب     

 وترك عنده بعض من المسروقات و السكين أداة ارتكاب الحادثة  ثم خرج ولم يره احد من البلدة.   وعند الصباح استيقظ الجميع على صوت صراخ ونواح وصدم صاحب المزرعة واغمي عليه بسبب فقدان ابنته  وابلغوا الشرطة التي قامت بالتحريات و بتفتيش جميع من كانوا في المزرعة  وسؤالهم ،  لكن الجميع انكر رؤيتهم للحادثة. وعندما سألوا الرجل الطيب مسعود  دافع عنه صاحب المزرعة دفاعا شديدا لكن ضابط الشرطة اصر على تفتيش حجرته هو ايضا  

فعثروا على بعض المسروقات والسكين فانكر مسعود الرجل الطيب وصدم صاحب المزرعة وتفوّهَ بكلمات غير مفهومة من اثر الصدمة ولكنه دافع عنه وقال غير معقول أن مسعود يقتل ويسرق،  إنه معي منذ زمن طويل وصمت وقال لا حولا ولاقوة الا باللة  فبكى مسعود وحاول تَبْرِأةَ نفسه امام صاحب المزرعة واقسم بانه لم يفعل ذلك وقال له صاحب المزرعة يابني اشعر بصدقك  ولكن ماذا اقول انظر يابني اذا كنت بريئا فالله اعلم ومطّلع وسوف تنجو من هذه التهمة وإن كنت قد فعلتها فالله يسامحك في حقي اما حق ابنتي لا املك المسامحة فيه لانها الان عند خالقها بجوار ربها  فأخذه ضابط الشرطة ومسعود يبكي شعوره بالظلم و يبكي حسرةً على جريمة لم يرتكبها  

وعند التحقيقات سأله الضابط لماذا فعلت فعلتك هذه. فانكر وبكى قال له الضابط والله اشعر بانك مظلوم لكن الادلة ضدك فامر بحبسه وأُرسِلَ الى حجرة السجن ودعا ربه قائلا: يا رب اني مظلوم،  وصلى  ودعا  وذهب الى المحكمة  فحكمت عليه بالاعدام   وفي طريق العودة الى سجنه اتقلبت سيارة الشرطة وهرب مسعود  هو واحد السجناء  وذهب الى جبل مهجور وهنا قرر مسعود بان يثبت برائته  ونصحه صاحبه الهارب بعدم النزول الى الناس لكنه اصر وترك صاحبه السجين الهارب  معه وتواعدا ان يلتقيا في مكان إتفقا عليه إن لم يقبض على احدهما.   وذهب مسعود متخفيا بجلباب وعمامة واخفى وجهه حتى لايتعرّف عليه احد   ونزل في منتصف الليل ليجمع اخبار صاحب المزرعة وما حدث بعدها دخل قهوة قريبة من اطراف بلدته وسمع احد يقول وكيف فعلتها وهربت قال كل شيء كان متاح  لكن لولا استيقاظ تلك الفتاة لكان الامر اسهل ولم يحبس هذا المزارع  فتصنت مسعود اكثر لكي يسمع بوضوح  لكنهم صمتو ا وضحكوا. ثم حاول رؤية من هم هؤلاء الذين كانوا يتحدثون عن الجريمة، فرأ من بعيد صاحبه السيء وهو يضحك مع أصدقاءه السوء ففكر ماذا يفعل،هل يدخل ويضربه ويسلمه للشرطه. واذا دخل هل سينجوا منهم فمن الممكن أن يقوموا بقتله  

فرجع الى صاحبه الهارب من السجن معه وقص عليه ماسمع وما رأى فقال لن تسطتيع ان تفعل شيئا معهم فقال له لماذا قال انهم من حيث العدد أقوى منك و في زماننا ياصديقي القوة اهم  فقال له وما الحل قال له اني اعرف رجالا ذات قوة هم اصدقائي لكن المهم المال فقال مسعود ومن اين اتي بالمال قال تساعدني في عملي قال اني لم اسئلك من قبل ما عملك قال صاحبه انا مزوّر فقال مسعود حاشى لله لن اساعدك ولن اعمل في الحرام لقد عملت طيلة حياتي بالحلال وارضي ربي وانت تقول لي اغضب الله.  فقال له صاحبه وعندما عملت في الحلال ماذا جَنَيْت سوى السجن والظلم قال مسعود وهل نسيت انك كنت معي في السجن  قال بلى ولكن عندي من المال مايكفي ويزيد  اذن فارقني ولا تصاحبني ففكر مسعود ووسوس له الشيطان قائلا لماذا ترفض هذه فرصة لاخذ ثأرك من صاحبك الذي تسبب في حبسك ولكن ضميره التقي كان يرفض ذلك وجلس يفكر ويفكر حتى عاد اليه صاحبه السجين وقال له لن تخسر شيء ولن ارغمك على شيء ساعدني حتى تاخذ بثأرك وتثبت برائتك واتركني ان شئت فوافق مسعود على هذا العرض  ومشى معه  وعمل معه حتى اصبح ثري غني يحب المال وتزوج مسعود وانجب بنت سماها منار  

وجمع القوة والمال والرجال حتى ياخذ حقه ممن ظلمه واحضر صاحبه المتسبب في حبسه وقال له اانت فعلت فعلتك هذه وهربت وتركتني احبس بدلا منك قال  صاحبه  السيء من انت انا لم اعرفك قال انا مسعود الذي تسببت في حبسه قال ماذا مسعود لقد سمعت بان سيارة الشرطة عملت حادث ومات كل من فيها قال له مسعود الا انا وصاحبي الهارب معي.فقال له صاحبه السيئ وماذا تريد مني الان قال له مسعود اقتص منك  قال له صاحبه السيء تقتص مني  بل يجب ان تشكرني.فاستغرب مسعود وقال له ماذا اشكرك وضحك  قال لماذا اشكرك قال لانني سبب ما انت فيه الان قد كنت فقيرا تعسا لاتملك قوت يومك  فقال له مسعود ولماذا فعلت ما فعلت 

قال له صاحبه السيئ

 وقتها انت كنت طيبا وفقيرا  واذا قلت لك تعالى لنفعل ذلك لكنت رفضت فقمت انا بذلك، لكن استيقاظ الفتاة غيّر الامور  فقال له اذن برئني قال له لا اتريد حبسي فتشاجرا مع بعضهما واخرج الرجل السيئ سكينه لكي يقتل مسعود اثناء المشاجرة لكن السكين قتلته هو  فصعق مسعود واخذ صاحبه السيئ و ألقاه بين الجبال  وجلس يؤنب نفسه لكن الشيطان كان اقوى منه  فنصره على نفسه.

  

وذهب مسعود الى صاحب المزرعة ليبرأ نفسه وجده قد مات من حسرته على ابنته.    

وعاد مسعود مرة اخرى بيته واشتد ظلمه لنفسه وتاجر في كل شيء محرم   حتى مرضت ابنته الوحيدة ولم يستطع  الاطباء علاجها واشتد مرضها حتى ماتت  

فقد قال تعالي. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  

 

فسمع مسعود نفسه تحدثه وتقول. ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله))الحديد 16 فبكى وقال الان يارب 

وذهب الى المسجد اغتسل وصلى ودعا بأن يرحمه الله ويغفر له وذهب الى دار الشرطة وقر بما فعل  وحكم عليه بالسجن سنوات وخرج عاكفا عابدا  يعمل الصالحات  


قال تعالى:«  إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»: (160)







google-playkhamsatmostaqltradent