(المصباح السحري)
شيرين رأفت
داعية وإخصائية نفسية
منذ نعومة أظفارنا ونحن مغرمين بالقصص الخيالية.
من منا لم يتمنى يوما أن يكون لديه مصباح علاء الدين يطلب وتتحقق أحلامه ومطالبه أيا كانت صعوبتها أو استحالتها ليخرج كل ما في جعبته من أمنيات لتصير واقعا ملموسا بين يديه سواء لتحقيق منفعة أو إزالة ضرر؟.
كلنا هذا الشخص ولا أستثني أحدا.
ولكن الكثير منا يغفل أننا بالفعل لدينا مصباح سحري أقوى بكثير من مصباح علاء الدين.
إنه الدعاء هو مصباحك الخفي أيها المسلم لتحقيق كل رغباتك وإزالة كل همومك وأحزانك وأمراضك.
(ثق بقدرة خالقك)
لو جلست يوما تشكو لي مشكلاتك وهمومك وأعطيتك عنوانا لشخص وقلت لك إنه سيساعدك بالفعل ستسألني من هو وما هي قدراته حتى تتيقن من قدرته على مساعدتك وتذهب إليه بسرعة البرق إن أيقنت بذلك.
ولله المثل الأعلى هل تعلم من هو ربك وخالقك هل تعلم صفاته وقدراته!
أتعلم أنه لا يعجزه شيء وقادر على كل شيء أنه الغنى ذو القوة.
هل جربت يوما أن تلجأ إلى مصباحك الخفي وتنفضه من الغبار،
أن تذهب إليه وتلقى بكل هوانك وضعف قواك في سجدة تكون فيها قريب من المجيب.
(أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)
أهرع إليه بكل يقين أنه سيستجيب سيحقق سيشفي سيغفر، إنه مصباحك الوحيد أيها المسلم، أقوى مصباح يمكنه تغيير الحال وتحويل المسار، وتبديل الأقدار، أن تسأل من لا يرد سائلَه الله القادر على كل شيء من يقول للشيء كن فيكون.
لا أعلم كيف تكون في ضيق أو مرض أو حزن أو غيره وتظل تشكو للناس وتكتفى بذلك من أين سيأتيك الحل إذن؟!
أم هل تنتظر مصباح علاء الدين!
شكواك للعباد تضاعف همومك أما ربك ورب العباد فيزيل همك ويزيح غمك ويشفي مرضك ما بين طرفة عين وانتباهتها، يكفيك فقط أن تدعو بيقين ليطمئن قلبك وتتأهب للفرج.
وأخيراً وليس آخراً اسمحوا لي أن أستشهد ببعض آيات الله تعالى وأمره لنا بالدعاء
(وَقَالَ رَبّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: ٦٠)
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعج إِذَا دَعَانِي) (البقرة: ١٨٦)
{إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود: ٦١)
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} ( (النمل: 62) )
وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ (٧٦ الأنبياء)،
وقوله ﷺ: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
