الشرقية تشهد حالة من الحزن علي الغدر وجزاء الشهامة
كتبت: نوره سليم
"شهيد الشهامة والكرامة والرجولة" كلها صفات أطلقها عدد من شباب قرية كفر الدير بمركز منيا القمح بالشرقية، على المهندس محمد أحمد، الذى قُتل غدرا على يد أب وابنيه من جيرانه بالقرية، وقام عدد من الشباب بتعليق صورة المجنى عليه على حوائط القرية، مطالبين بالقصاص العادل من الجناة، لكونه شابا متدينا وعلى خلق.
"حرقوا قلبى على ابنى قتلوه غدر والمتهم قال لعياله اقتلوه وأنا هدفع ديته"، بهذه الكلمات سرد أحمد محمد الجنيدى 65 عاما مدير مدرسة بالمعاش، مقيم كفر الدير منيا القمح، تفاصيل مقتل ابنه محمد 30 عاما مهندس كهرباء، على يد 3 من جيرانه.
وسرد الأب القصة قائلا: "حدث خلاف بيننا وبين جارنا أحمد س ع بالمعاش، وذلك لقيام نجله بالتعدى على حفيدتى 9 سنوات، وتعتبر ابنة عمه، فابنتى متزوجة شقيق والده، وقام بضربها على وجهها بالقلم، وأثناء ذلك شاهده ابنى محمد فعاتبه على ضرب الطفلة على وجهها لكونه خالها، فقام بالتعدى عليه بالسب والإهانة وحدثت مشادة تطورت إلى مشاجرة، وليلا قاموا بأعمال البلطجة والترويع وإرهاب الأطفال، وتم تحرير محاضر من قبل الطرفين، وبعدها تدخل العقلاء بالقرية وتم عقد جلسة عرفية والتوقيع على إيصالات أمانة من جانب الطرفين، وكان ذلك منذ عام و3 شهور، ولكن منذ هذه القصة، وبدأ الخصم يفتعل معنا المشاكل ويتعمد أبناء (أحمد) إلقاء كلام على أبنائى أثناء سيرهم بالشارع بحكم الجيرة، وتم إخطار عمدة القرية أكثر من مرة".
وتابع الأب: "فى نهاية شهر رمضان قبل الوقفة بيوم خرج ابنى إسلام من المنزل متوجها إلى الصيدلية لشراء دواء لابنه، فقام أحد أبناء (أحمد س) بالتضييق عليه بالدراجة البخارية أمام الجيران، وقال المتهم مصطفى: (أنا هخليهم لكم دم)، وبعدها بدقائق فوجئنا بتجمع جارنا أحمد س وأشقائه وابنيه مصطفى وصلاح، وقاموا بالهجوم على منزلنا بالطوب وإطلاق الأعيرة النارية بالشارع، وأسفر ذلك عن إصابتى بجرح فخرج أبنائى من الباب، فقام المتهمون أحمد وأبناؤه بالتعدى على ابنى محمد بالشوم ومواسير المياه، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته بكسر في قاع الجمجمة".
وانهمر الأب فى البكاء، وهو يقول: "اتهمت أحمد س وابنيه مصطفى 28 عاما، وصلاح 25 عاما بالقتل والتحريض، حيث قام المتهم الرئيسى الأب بإلقاء ابنى أرضا لنجليه لكى يتعدوا عليه بتحريض منه، وراح نجلى غدرا، تاركا طفلين أكبرهما آدم 3 سنوات وإياد عام وشهرين"، مطالبا بالقصاص العادل من الجناة، وسرعة ضبط المتهم الثالث الهارب.
بداية الواقعة بتلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار، مساعد وزير الداخلية، لأمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد إشارة مستشفى منيا القمح المركزى بوصول "محمد أ م ال" 30 عاما مهندس كهرباء مقيم كفر الدير يعانى من كسر بقاع الجمجمة وإصابات متفرقة، وتوفى بعد يوم من دخوله المستشفى لسوء حالته، وتم التحفظ على الجثة بالمشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التى قررت انتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة بالجريمة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وتبين من تحريات ضباط مباحث منيا القمح، برئاسة الرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، ومعاونيه، نشوب مشاجرة بين موظف بالمعاش 55 ونجليه طرف أول، وجارهم موظف بالمعاش 60 عامل ونجليه، بسبب خلافات الجيرة، وأسفرت المشاجرة عن مقتل المهندس "محمد"، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الأب المحرض وأحد نجليه" مصطفى" وجار ضبط شقيقه المتهم الثالث "صلاح"، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات برئاسة أحمد أبوزيد، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار محمد الجمل المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، والتى قررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، فيما أبقت الأجهزة الأمنية بمركز منيا القمح، على قوات أمنية ملاحظة حالة على منزل المتهمين.