طفله صغيره تعطي درسا لمعلميها فى حسن الظن بالناس
كتب سامح الشيخ
مكتب دايلى برس محافظة الغربية
فى حفل نهاية العام الدراسي بإحدى المدارس روت لى إحدى المعلمات موقف غريب لطالبة مشاركة فى الحفل الدراسى تسببت فى إحراج جميع من فى الحفل الدراسى وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى بكاء
تروى المعلمة وتقول دربت مجموعة من الأطفال في نهاية العام الدراسي لأداء نشيد أمام أمهاتهن في تلك الحفلة.
وبعد بروفات عديدة ومتقنة جاء حفل الافتتاح والتخرج وبدأ النشيد غير أن ما عكر ذلك الأستعراض الجميل هو أن إحدى الطفلات تركت الإنشاد مع زميلاتها وأخذت تحرك يديها وجسمها وأصابعها وملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالكاريكاتيرية) إلى درجة أنها كادت تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة حاولت أن أنهرها وأنبهها على الأنضباط دون جدوى إلى درجة أنني من شدة الغضب كدت أن أسحبها عنوة، غير أنني كلما اقتربت منها راوغتني كالزئبق وتمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع وأخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما يحصل ووقعت عيناي على المديرة التي سال عرق وجهها من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول لا بد أن نفصل ونطرد تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة، فشجعتها على ذلك.
غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.
وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوة قائلة لها لماذا لم تنشد مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟!
فقالت لأن أمي كانت موجودة، فتعجبت من ردها الوقح ذاك، ولكنني صدمت عندما قالت لي بكل براءة: إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم لها بالترجمة لها على طريقة (الصم البكم) لكي تعرف هي كلمات النشيد الجميلة وأريدها أن تفرح كذلك مثل بقية الأمهات.
وما أن سمعت تبريرها حتى انهرت وحضنتها وبكيت رغمًا عن أنفي وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى بكاء.
ولكن أحلى ما في الموضوع أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها ومنحتها لقب (الطفلة المثالية) وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس وهي تقفز على قدميها.
بسبب سوء الظن
كرهنا بعضنا وقلَ لقاءنا وقطعنا رحمنا!
فاسألوا الله حسن الظن بالناس ففيه راحة للقلب وسلامة للصدر
لاتنفعل من بعض المواقف بسرعة ولا تستعجل في الحكم على الآخرين