((يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)
شيرين رأفت
داعية وإخصائية نفسية
من أعجب العجب أن تعرف الله ثم لا تحبه.
الإنسان جبل على حب من أحسن إليه وبغض من أساء إليه.
(الله -سبحانه وتعالى- نعمه علينا كثيرة).
(وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ) وأهم نعم ثلاث أنعم الله بها علينا نعمة الإيجاد حافظ على سلامة وجودك بالطاعة والترك لكل المنهيات، ونعمة الإمداد اقترب من الله لتحصل على إمداده،
ونعمة الهدى والرشاد الاستقامة.
وغيرها نعم كثيرة، الله سبحانه الغني الكريم الودود الرحمن الرحيم مستحيل أن تعرفه ولا تحبه.
كل أمرنا بيده الحياة والموت، الغنى والفقر، الصحة والمرض، ومع ذلك لم يرد الله أن تكون علاقتنا به جبرا على عبوديته ولكن أراد أن نعرفه ونحبه (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) كل ما تؤمن بربك وتعرفه أكثر تحبه أكثر وتحب قربه وتحب طاعته وتتذوقها وتسهل عليك وترشد غيرك إليها.
(تعرفه فتحبه وإن أحببته أطعته وتذوقت قربه).
إذن يجب أن تعرف الله حق معرفته من كتابه وأسماءه وصفاته وقدرته حتى تحبه ويشملك قوله تعالى (يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
مشكلة أهل النار أنهم لم يعرفوا الله (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ اَلسَّعِير).
طيب أنت تحب الله لكن هل الله يحبك؟
بالتأكيد وأول علامات حب الله لك أنه جعلك مؤمنا وليس كافرا
فإذا رأيت نفسك تحب الصالحين وتحب أن تسمع عن الله وتقرأ عنه وتقترب من الصالحين وتعمل أعمالهم فاعلم أن الله يحبك.
وتمسك بطريقك ورفقة الصالحين وعض عليها بالنواجذ، إذا رأيت أن الله يبتليك بمرض أو غيره وكانت النتيجة هي لجوءك إلى الله وتضرعك واقترابك منه إذا فأنت في محبة من الله.
ومحبة الله وطاعته فضل يعطيه لمن يشاء.
(ذٰلَك فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ). وَيُحِبُّونَهُ)
