اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

البلوك بين الماضي والحاضر

الصفحة الرئيسية

البلوك بين الماضي والحاضر 

كتبت: نوره سليم 

الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يميل الى تكوين صداقات. 
ويفضل العمل الجماعي والحياة الجماعية، وهذا يرجع لطبيعته الاجتماعيّة. 
ظلّ الإنسان منذ أمدٍ بعيد و عبر العصور و سالف الأزمنة يعيش في مجموعات ويكوّن علاقات متنوعة  يبحث عن الصداقات، المشاعر والمحبة بين ذويه والمحيطين به سواء كانوا الأهل أو الأصدقاء أو زملاء عمل .
يلاقي في تلك الدائرة المزدحمة أشخاصا يشبهونه في تفاصيلهم فتتآلفت أرواحهم، حينها يحدث انسجام وتوافق وألفة شديدة وتوأمه فكرية وحسية ومزاجية أيضاً،
من منا لم يصادف بحياته تلك المشاعر العذبة التي تعزف سيمفونية حانية رقيقة، من منا لم يدق قلبه دقات ثائرة متعشطة لحبيب الروح وأنيس الفؤاد.
ومع مرور الزمان تذهب بهجة البدايات واللهفة الأولى ونصطدم بالواقع بين تجاذب وتنافر، بين محبة وكراهية،  تفاهم وعناد، وتلك هي طبيعة البشر، فالقلوب سمّيت هكذا لأنها متقلّبة كالأحوال و المواقف ينقصها الثّبات.
فتتتالى علينا الأشياء، أمور تسرنا و أمور تُحزننا و أخرى تقربنا وتلك تُبعدنا  وبين القرب والبعد تُنهِكنا القرارات وفي النهاية  يفرض الواقع نفسه، ونرى انفسنا مضطرين لوضع حد  لأُناسٍ اعتدنا وجودهم في تفاصيل حياتنا كالإفتراق بالطلاق و فسخ الصداقات وهذا الأمر ليس بالهين فرفض أحدهم من حياتنا الواقعية كطلوع الروح من الجسد، قرارات صعبة ومؤلمة. 
أما مع التطوّر التكنولوجي
أصبح حذف الأشخاص سهل جدا ، ضغطة واحدة على « زر»  وينقضي الأمر ويذهب كل لحال سبيله
وهذا الفعل أسميه بنظرية البلوك رِتم سريع، "تيك اواي" المشاعر، كل شئ حولنا تحول من واقع الى إفتراضي، كل أحداث الحياة أصبحت ذات ايقاع سريع الأغاني، الأكل، الشرب، الحب، عصر السرعة، ومن يتباطئ لا يواكب المستحدثات، كل هذا مقبول حيث مواكبة التقدم، 
لكن بالنسبة للوجدان حيث المشاعر والأحاسيس فالأمر مختلف تماماً،  ومعذّب للنفس، 
حافظوا على من تحبون ولا داعي للعجلة في إتخاذ قرار البلوك، لنُعلّم جيل المستقبل 
التّرَيّث في اتخاذ القرار إما بالبقاء أو الرحيل.
لنُعلّمَ هذا الحيل بأنّه هو جيل اليوم حماة الغد.



google-playkhamsatmostaqltradent