اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

السرقات الأدبية والفكرية وأثارها على المجتمع

 السرقات الأدبية والفكرية وأثارها على المجتمع



بقلم  : عماد الدين محمد


بسم الله الرحمن الرحيم

((((( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ   ))))  المائدة اية38 

صدق الله العظيم


مفهوم السرقات

لا شك أن مفهوم كلمة السرقة واضح لا جدال عليه وهو عبارة عن أخذ شيء لا نملكه بطريقة غير شرعية أو بالقوة أو بالتحايل أو النصب أو في الخفاء وقد يدرك البعض جوانب السرقات أنها سرقات مادية أو عينية ولكن بات كل شيء لا يسلم في تلك الأيام من الأغتصاب والسرقة حتى كانت الكارثة الكبرى سرقة الأفكار والكلمات سرقة الإبداعات الأدبية والفكرية ومن هنا كان لبد لنا من وقفة وكان يجب أن يكون لنا دور في محاربة بل والقضاء على تلك الجريمة التي اعتبرها في الأوساط الأدبية والفكرية لا تقل أهمية عن جريمة من الدرجة الأولى أو قضية أمن أدبي وفكري .

بداية الكارثة

لقد كان للمجتمع الأثر بالسلب والمساعدة على ظهور تلك الجريمة وقد يتعجب الكثيرين من ذلك ولكن للأسف الشديد تلك هي الحقيقة حين دفع الفقر والحاجة إلى المال بعض ضعاف النفوس من المثقفين والمفكرين إلى خلق سوق للتجارة الفكرية وبيعها لمن يدفع مما شجع أصحاب المال من الباحثين عن المكانة العلمية إلى مزاولة تلك التجارة  وللأسف أصبحت الآن مع التطور في جميع وسائل الاتصالات المرئية والمقروءة وعبر صفحات التواصل الإجتماعي  والمدونات الشخصية عملية سهلة لا تحتاج إلى مجهود أو دفع المال لنيل ذلك وقد نجد ذلك بكل وضواح حقيقة لا ينكرها أحد ومن منا لم يتعرض يوم لسرقة عمل أدبي أو فكرى من على صفحته الشخصية أو مدونته وتغير ملامحه ونسبة لغيره من سارقى الأعمال الأدبية ولا شك أن الإعلام قد ساعد في ذلك من نواحي عديدة لنجد أعمال أدبية من قصة ومسرحيات وأفلام أجنبية يتم تعربيها وعمل نسخة عربية منها ونجد مكتبة من الأفلام العربية معظمها مقتبسة من قصص وأفلام غربية  وكتب مترجمة إعتلتها أسماء غير كتابها للغير برغم توافر عقول ومفكرين وأدباء عرب مبدعين في كل المجالات الأدبية والمسرحية .

الدافع للسرقات الأدبية والفكرية 

وقد لا أبالغ  القول حين أقول أن الدافع الرئيسي وراء وجود سارق أدبيي أو فكرى هو دافع نفسي من الدرجة الأولى لآن السارق مريض نفسى شعر بالنقص وعدم القدرة على إثبات الذات من خلال عقليته المريضة الضعيفة مما دفعه إلى السرقة للتجمل ونيل مكانة بين الأوساط الثقافية بطريقة سهلة ودون مجهود منه ولكنها سرعان ما كان يحتاج من حين إلى أخرى إلى شيء جديد أو جرعة أخرى يعالج بها أثار إدمان الشهرة فيجول يبحث عن ضحية جديدة أنه أشبه بمصاص الدماء المتعطش .

الأثر المترتب على المثقفين والمفكرين 

ومما لا شك فيه أن السرقات الأدبية كان لها الأثر السيئ  على عقول المفكرين والمثقفين اللذين تم سرقة أعمالهم وبرغم وجود قانون يجرم السرقات الأدبية ولكن مازالت حتى الآن تلك الجريمة يفلت مرتكبيها من العقاب تحت أى مادة من ثغرات القانون نظراً لآن مرتكبى تلك الجرائم يجرون التعديلات على النصوص المسروقة مما قد يغير ملامحها بعض الشيء وقد دفع ذلك بعض الكتاب إلى العزوف عن نشر أعمالهم وحرمان طائفة محبي الثقافة والأدب من التمتع بأعمالهم في ظل الأنفتاح الإعلامى من مواقع التواصل والمدونات وقد يعرف الكثيرين أن الكاتب والأديب من أصحاب الأقلام الواعية لا يحتاج من يهدم محرابهم من وقت لآخر لآن ذلك يؤثر بالسلب على حالتهم النفسية وتقلل من إبداعاتهم ومع الأنتشار الواسع للسرقات الأدبية باتت أعمال كثيرة للمبدعين طى مذكراتهم وأدراج مكاتبهم لآن لا مجال من نشرها في ظل التكاليف الفادحة والعائد البسيط من ذلك نظراً لوجود بدائل من صحف ومجلات إلكترونيه وقلت الراغبين في إقتناء الكتب الورقية  .

كيف نحارب السرقات الأدبية والفكرية 

وبرغم وجود القوانين الدولية والإقليمية  وكافة الإجراءات للحفاظ على الملكية الفكرية إلا أننا حتى الآن لم نستطيع القضاء على تلك الجريمة في ظل التقدم التكنولوجي في عصرنا الحالي إذن كان لبد من التدخل الفعال من كل الجهات والإفراد والمفكرين والمثقفين للدفاع عن ملكيتهم وحقوقهم أمام عصابات السرقات الأدبية  وتم بالفعل تكوين مكاتب مكافحة السرقات الأدبية والتي تصدر عنها نشرات دورية بأسماء لصوص الأعمال الأدبية والفكرية ومن ناحية أخرى قام المجتمع الفكرى بنبذ تلك الفئات المريضة ولكن لم يكن ذلك بالحل الكافى نظراً للتملص وانتحال شخصيات وهمية والدخول مرة أخرى بين المجتمع الإعلامى من خلال صفحات ومدونات وروابط جديدة وقد كان لبد من وجود حل وهو منع النسخ المباشر ومنع إنتشار الصفحات  التي ليس لها هوية محدده نستطيع من خلالها الوصول لصاحبها كما كان لبد لنا من التوعية والتنوير بخصوص قبول الأشخاص بلا إدراك  بين حياتنا الفكرية والأدبية ومحاولة التميز بين الصالح والفاسد وأصحاب الأهداف النبيلة من عصابات ومافيا الفكر والإبداع الأدبى وإني أناشد أصحاب الروابط والأتحادات تحرى الدقيق عن كل عضوا قبل قبول عضويته بين مجتمع المثقفين والأدباء والمفكرين وقد يعلم الجميع أن تلك الحلول قد تكون مجرد مسكنات  ولكن يكفينا شرف المحاولة للحفاظ على الملكية الفكرية والأدبية .

خاتمة

لا شك أن الحياة قد تتوقف على وجود عقول واعية ومفكرين ومبدعين ولا أساس لنهضة أى أمة بلا الأهتمام بالفكر والثقافة والمفكرين والمثقفين وداعمهم بكل الطرق للحفاظ على  اللغة العربية لغتنا الجميلة لغة الضاد وعلى تراثنا الأدبى والفكرى من كل المخاطر التي قد تصيبه ومن ناحية أخرى علينا أن نهتم بالعلم والعلماء والفكر والمفكرين وإن سلاح العلم والعقل أقوى من أي سلاح في يدى جاهل  .

السرقات الأدبية والفكرية وأثارها على المجتمع

السرقات الأدبية والفكرية وأثارها على المجتمع

السرقات الأدبية والفكرية وأثارها على المجتمع


google-playkhamsatmostaqltradent