اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

التنازلات من بداية الهفوات

 التنازلات من بداية الهفوات


   

بقلم : عماد الدين محمد


لا شك أن الحياة لن تستمر دون تقديم التضحيات والقليل من التنازلات ،وبعض من التغاضى عن تصرفات الآخرين والقبول بهم، بمحض إرادتنا بتلك العيوب، التى تعتلي شخصيتهم بشرط أن يكون قبول ارتضائى ،وليس فرضا ولا قبولا للأمر الواقع ؛فكلنا يحمل النقيضين: الأبيض والأسود، والفارق الوحيد هو أن تكون المميزات طاغية على العيوب ،لا مانع من الأبيض بنقطة سوداء ،ولكن من غير المقبول الأسود بنقطة بيضاء لأنها سوف تزول مع مرور الوقت ، والأكثر ألما هو الخضوع والقبول بالأمر الواقع ،والمداومة على التنازلات والتي   يعتقد الكثيرون من البشر أنه الضعف وليس الصبر وكما قيل ((  صمتي لا يعنى جهلي بما يدور حولي ولكن ما يدور حولي لا يستحق التعليق )) أو (( اتقِ  شر الحليم إذا غضب ))

للكل منا طاقة فى تحمل ما لا يرضيه من كل النواحى، ولكن إنها نسمات الهواء ما قبل العاصفة، أو سحابة الدخان الأسود التي يثور  بعدها البركان ، والبعض يحاول التغير والإصلاح ولكن (( من شبَّ على شيء شاب عليه )) ونقطة التحول هنا تأتى بعد الصبر والتنازل ومحاولة التغيير بكل الطرق، ولكن يقيننا بعد كل ذلك نحصد الفشل ويكون رد الفعل الطبيعى هو الرفض والابتعاد التام عن هؤلاء الأشخاص ، وقد يصل الأمر إلى الكراهية، وهناك أمثلة  عديدة فى المجتمع والأسرة ،وعلى المحيط الشخصى للأفراد ، وينتج عن ذلك تفكك فى مكونات المجتمع كلٌ فى موضعه، أعلم أن الجميع منا قد عاصر ما أقصد فى واقع الحياة مما أدى إلى ميول البعض منا للوحدة  ، قطعت أرحام وبيعت عشرة عمر وتفككت أسر  ، لذا وجب أن يكون لنا وقفة لمحاولة سد الفجوة التى حدثت وتحدث ، ومن الطبيعى محاولة إصلاح العيوب بتعديل السلوك النظر بعين الحقيقة لأنفسنا وإبصار ومحاسبة أنفسنا ،والاعتراف بالخطأ ،ومحاولة التغير حينها فقط قد آخِذ بيدك  لبر النجاة ،قد أساعدك لأنك على الأقل تحاول أن تعترف بالتغير إلى الأفضل  ، أما لرفض الاعتراف بالحقيقة والتقنع بقناع المظلوم ،وعدم المحاولة لإصلاح العيوب فهذا غير مقبول ولن تجد منى سوى ما لا يرضيك ؛لأنك تحاول أن تفرض ما لا يقبل لن أساعدك، لأنك لم تساعد نفسك لتصبح أفضل لتحول السواد بداخلك إلى بياض أرفض القول (( من يحبك يقبلك كم أنت )) من يحبك يريدك أفضل ينصحك ويحاول إحياء الطهر والنقاء، بداخلك لنتعايش معا فى سلام ، من يحبك ويستحق منك أن تتغير للأفضل لا أن تتاجر  بهذا الحب لتربح نفسك ويخسر الآخرون أنفسهم معك .

التنازلات من بداية الهفوات


google-playkhamsatmostaqltradent