أزمة الفقد والنهوض منها
أخصائى نفسى / سوزان سعد
مشاعر الفقد من المشاعر المؤلمه ، حيث لا يمكن للإنسان أستعاده ما فقده ولكن المؤنس في الامر ان لا أحد على وجهه الأرض لم يمر بهذه المشاعر فالفقد صفه مشتركه بين كل البشر .
من الأسباب التي تقلل من حده مشاعر الفقد (هو التحدث عنها) ، فالمشاركه في المشاعر الحزينه تساعد على تخطيها ، فعندما نرى كيف تعامل غيرنا مع هذه المشاعر بإيجابيه وكيف تجاوزها بقوة الإيمان سنعرف وقتها أننا لسنا وحدنا الذين نمر بهذة الحاله بل ربما نجد من حول هذه المأساه إلى أشياء إيجابيه وتوجهات نافعة له ولغيره .
وقد تكون تجربة أحد الأشخاص في تجاوز أزمة الفقد خير مثال في تجاوز محنتك وشكل من التوعية للاخرين .
على الفرد أن يعى مشاعر الفاقد جيدا ليعرف كيفية التعامل معها (فمعرفة مشاعر الفاقد) هي الخطوه الأولى في المساندة له ، وهذه المشاعر تتفاوت من شخص لأخر فأحيانا تكون حزن وأحيانا غضب وندم ولوم وصدمه وغيرها كلها أو بعضها ، وتختلف طول فترات تأثيرها بين انسان وأخر فبعض الأشخاص تستمر حالة الفقد عندهم لفترة طويله وأخرون تكون قصيره وتختلف فترة المشاعر بناء على الثقافة والوعى والمرحلة العمرية التي يمر بها الفاقد وفوق كل هذا يتربع الإيمان على سرعة تجاوز المرحله .
تلعب الحاله النفسيه دور مهم في تجاوز المرحله فالحاله النفسيه المستقره تساعد تجاوز المشاعر والتاقلم بسرعه بينما النفسيه المعتله تكون ردة فعلها مختلفه ، لذا علينا عدم مقارنه ردود فعل الأشخاص ومشاعرهم تجاه عملية الفقد .
مراحل يمر بها من لديه حالة الفقد
حاله من الوجوم والسواد كأن العالم توقف من حوله
أحيانا يشعر كأنه في حلم ويتمنى ان يستيقظ منه
قد تكون مشاعر النكران للموقف هي المسيطره عليه وكأن شيء لم يحدث
ربما يلجأ الفاقد إلى الإدمان بكل أشكاله ( التدخين الاكل عدم الأكل ) ويصاحب هذه المشاعر حاله من السخط .
نصائح لمعاملة الفاقد
لا تطلب من الفاقد عدم البكاء فالبكاء راحه
كلمات المواسه تعيين الفاقد فإن لم تستطيع فقم بعناقه
قم دائما بتشجيع الفاقد والدعم وأظهار الحب
لا تظهر الشفقه ولكن كن داعم للفاقد دائما
أبتعد عن اللوم ولا تسأل عن تفاصيل غير المفيده
لا تفرض نفسك وقم بزياره الفاقد في أوقات تناسبه هو
أدعى له دائما بظهر الغيب فالدعوه بظهر الغيب مستجابه بإذن الله
كيف تنهض من حالة الفقد
-لا تستسلم للمشاعر السلبيه التي تحيط بك فالشعور بالندم وجلد الذات لا يؤدى إلى الشفاء أو إعاده المفقود .
-القبول والرضا والتسليم فالإيمان الحقيقى هو التسليم بالقضاء والقدر وبأن النصيب من الله سبحانه وتعالى وانه لا راد لقضاءه وان دائما الخيره فيما أختاره الله بهذه المشاعر ستتجاوز المحنه بسهوله لأن الله هو من يهب الصبر والسلوان
-الحياه لا تتوقف على أحد ولن تنتهى بأزمه ما أو بفقدان حبيب ، لذلك فكر هل ستعيش باقى حياتك في هذا الهم ، هناك عمر ينتظرك وستحاسب على هذه الأيام القادمه ماذا فعلت فيها فعليك تجاوز الازمه من أجلك ومن أجل من حولك
-واجه الموقف بأن هذا قدر ونصيب ويواجه كل مخلوق على الأرض وتعلم من الموقف لتحول هذه الخساره إلى تغيير للأفضل
-أستعد ثقتك بالله وبنفسك وبقدراتك وابدأ من جديد بفكر جديد وخبره تعيينك على القادم فمازلت على قيد الحياة
-لا تتعلق بالماضى فالماضى لن يرجع ولا يمكن تغييره ، لن تعود الحياه كالسابق هذه حقيقه ولكن ربما أصبحت أفضل
-لن تنسى بسهوله ولكن ستصبح هذه المرحله ذكريات ويجب أن تعيش وتتعايش مع هذه الذكريات بحلوها ومرها .
وأخيرا أحمل معك ذكرياتك الجميله وانظر للمستقبل بكل إيجابيه للتطوير ، فالخساره دائما تعلمنا الأولويات ، لديك مسؤوليات يجب النهوض من أجلها واعلم أن الله قريب يجيب دعوه الداعى إذا دعاه .
