اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

مدينة ذات النهرين في اللواء الأخضر

  مدينة ذات النهرين في اللواء الأخضر





 مدينة ذات النهرين 

  بقلم : تسنيم الفنيني - اليمن


محافظة إب والتي تلقب باللواء الأخضر فهي من مدن الجمهورية اليمنية والتي تتميز بالكثير من الجماليات الأماكن الأثرية وفي مقال اليوم سنتعرف على مديرية جبلة ( وحدة إدارية في المحافظة) والتي هي عاصمة من عواصم الجمهورية اليمنية في القدم، تقع في جنوب محافظة إب على بُعد ستة كيلو متر مربع. 





كان يطلق عليها في القديم اسم 

“مدينة النهرين” لأنها تقع وسط نهرين كبيرين مياهما دائمة الجريان على مدار العام، ولقد بنيت مديرية جبلة على يد عبدلله بن علي الصليحي سنه ٤٥٨هـ وقد اقترح أيضاً تسميتها بجبلة والسبب في ذلك عائد  لأحد الحرفيين الذي كان  يبيع الفخار على المكان الذي بنيت فيه المدينة. 




 

 كانت ملكتها السيدة الحرة 

( اسمها الحقيقي) والمشهورة باسم أروى بنت أحمد الصليحي، والتي ولدت في عام ٤٤٤ هـ وقد انتقلت إليها بعد أن كانت في محافظة صنعاء في عام ٤٥٨هـ، وقد عاشت فيها حتى وافتها المنية في عام ٥٣٢هـ

 وتم دفنها في مدينة جبلة في نفس الجامع الذي قامت ببناؤه. 





من الأماكن التي تشتهر فيها جبلة هي:

 دار العز وتسمى أيضا دار السلطنة وقيل أنها كانت مكونة من ٣٥٠ غرفة أي على عدد أيام السنة الهجرية وقد اتخذته السلطانة أروى مقراً لحكمها، ولا زالت بقايا هذا الدار قائمة حتى الآن، وقد وجهت الدولة بإعادة ترميمة.

يقول الشاعر فيها :

ما مصر ما بغداد ما طبرية

بمدينة قد حفها نهران 

خدد لها شام وحب مشرق 

والتعكر السامي الرفيع يمانِ .





كذلك الجامع الكبير يقع  هذا الجامع فوق تلٍ مرتفع وله مئذنتان يعود أقدم تاريخ للمئذنة الشرقية إلى عام ٧٤٧ هـ

 أما المئذنة الغربية فهي أكثر قدماً من الشرقية ويحتمل أن تعود للقرن الخامس الهجري لما بها من زخارف معمارية مماثلة لما عرف في الدولة الفاطمية.





وفيها ايضاً مكتبة جامع السيدة فمن يدخل إلى المكتبة التي تحتل مكانا صغيراً داخل جامع السيدة أروى يشعر بالفخر لما وصلت إليه المرأة اليمنية في ذلك العصر المتقدم

 ليس فقط لأن الملكة أروى كانت تتربع على عرش اليمن، بل لأنه كان إلى جوارها نساء فاضلات عالمات ويتضح ذلك من خلال تلك المخطوطات والكتب والشروحات عليها والتي قمن بها نساء كن في عهد الملكة حيث سطرن بأناملهن الرقيقة تلك المخطوطات والكتب بخط جميل كجمال تلك الأسماء وعقولها النابغة في العلم والمعرفة وعلى رأسهن الملكة أروى التي كانت متضلعة وعالمة بأخبار التاريخ والعلوم المعرفية الأخرى، ولها العديد من التعليقات والشروحات للعديد من الكتب تضمها هذه المكتبة.





ويوجد فيها متحف الملكة والذي تم بنائه  بجوار بقــايا دار العز  ويتكون من العديد من الغرف الصغيرة التي يضمها مبنى قديم ربما كان من ملحقات دار العز يتكون من عدة طوابق.



ويضم المتحف أجزاء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمن الملكة أروى مثل أدوات الحرب والأكل والزراعة والحدادة والنجارة ومختلف المهن في ذلك العصر الذهبي الذي وصلت فيه الحرف الفنية إلى أعلى درجاتها وأزدهرت فيه إلى جانب من النماذج التي تصور طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر الملكة وكل ذلك مصحوبا بتعليقات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها طيلة 55 عاما من حكمها لليمن بما في ذلك حياتها الخاصة وأقوالها ووصاياها. وبرغم تواضع المتحف إلا أنه يظهر جزءا كبيرا في الجانب التعريفي لهذه الملكة لكل زائر وسائح.

google-playkhamsatmostaqltradent