الجزء الثاني وكيف تتخلص من الوهم
كتبت دكتور شيماء صبحي
١-الواقعية
تعد مجاراة الواقع كما هو من أفضل الطرق لعلاج الوهم ، خاصّة في ظلّ الظروف المحيطة من الكذب والخداع المنتشر بين الناس ، والذي يسبّب العديد من المشكلات العاطفيّة والعقلية ، ويحتاج النهج الواقعيّ إلى الموازنة بين العقل والروح لتحقيق الحكمة ، ومن أكثر الطرق التي تساعد على ذلك هي اللجوء للتأمّل المنتظم وإعادة التفكير ، بالإضافة إلى محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن بناء التوقّعات ، والتوقّف عن الغرق في التفكير بما يخصّ الماضي والحاضر بشكل مبالغ فيه.
٢-الدعم
يُشكّل الحصول على الدّعم بالنسبة لمن يُعاني من الوهم خطوة فعّالة تجاه العلاج ، فالعلاج الدّاعم يُعتبر بمثابة أرضيّة مناسبة للتعريف بالمرض وعلاجه ، والحثّ على الالتزام بالعلاج ، وفي هذا النوع من العلاج يقوم المعالج بتطبيق أسلوب الاستجواب التفاعليّ وعرض التجارب السلوكيّة ؛ بهدف تعريف المريض على الأفكار المولّدة للمشكلة واستبدالها بأفكار أكثر ملائمة. ويُضاف لذلك ضرورة الحصول على الدعم والتشجيع من قبل العائلة ، والأصدقاء ، والمقرّبين.
٣-النوم الكافي
من النصائح التي تساعد على التخلّص من الوهم هي الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة ؛ وذلك للحؤول دون زيادة حساسيّة الفرد بسبب الحرمان من النوم ، وتتراوح عدد ساعات النوم الكافية التي يحتاجها الجسم في اليوم والليلة ما بين 8-9 ساعات ، ورغم ذلك فإنه من الطبيعيّ الشعور بالقليل من الخوف ، ولكن من شأن هذا التغيير البسيط في نمط الحياة أن يؤثّر إيجابيّاً على صحة العقل وتحقيق السعادة الحياتيّة.
٤-عدم الاكتراث بالأقاويل.
يعتبر عدم الاهتمام بالأقاويل وبما يجول في عقول الآخرين عن النفس من أهم الخطوات للتخلّص من الوهم ، ورغم صعوبة القيام بذلك وحاجته إلى الكثير من الصبر ، إلّا أنّه يُعدّ ضرورة لاستمرار التواصل الاجتماعيّ دون قلق ، وبناء الشعور بالراحة تجاه الآخرين ، وقد يغني عن الحاجة لتعاطي الأدوية الطبيّة.
٥- الحصول على حياة اجتماعيّة.
إحاطة النفس بالأصدقاء وبناء حياة اجتماعية ، لها أثر إيجابيّ كبير في تخفيف أعراض الوهم التي قد يُصاب بها الشخص ، كما أن التحدّث إلى صديق مقرّب ووصف الأفكار السلبية التي يشعر بها الشخص من شأنه أن يجعل ذلك الصديق يقوم بدحر هذه الأفكار السلبية واستبدالها بالحقائق وبراهينها الملموسة ، ممّا يحسّن من نظرة الشخص المتوهّم بشكل منطقي ، بالإضافة إلى أنّ الحياة الاجتماعية والخروج من المنزل يساعد على تقليل الخوف الموجود لدى المتوهم ، ويبعده عن التواجد وحيداً في المنزل ، ويعزّز شعوره بالراحة.
وهناك عدد من الطُّرُق المنزليّة ، والسلوكيّات التي يمكن اتِّباعها للتخلُّص من توهُّم المرض ، ومنها
١-مُمارسة النشاط الجسديّ ، حيث يُساهم ذلك في تخفيف القلق ، وتحسين النشاط الجسديّ.
٢- العمل مع مُقدِّم الرعاية الصحِّية ، أو أخصائيّ الصحَّة النفسيّة ؛ لبناء الثقة في العلاقات ، وتجنُّب المخاوف.
٣-المشاركة في الأنشطة المختلفة في المجتمع ، والعائلة ، والعمل.
٤- تجنُّب استخدام الإنترنت للبحث عن الأمراض المُحتملة.
٥-تحدِّي أفكار توهُّم المرض ، ويمكن ذلك بتوضيح المخاوف الصحِّية ، وكتابتها على ورقة ، ويتمّ بالمقابل تسجيل أكثر الأسباب المنطقيّة لحدوث هذه المشاكل.
٦-محاولة البدء في مُمارسة الأنشطة ، أو الأمور التي يتمّ تجنُّبها نتيجة القلق النفسي المُرتبط بالصحَّة.
٧-الاحتفاظ بمذكّرة ؛ لتسجيل عدد المرَّات التي تتمّ فيها مراجعة المعلومات الصحِّية ، أو إجراء الفحص الجسديّ ، ومحاولة التقليل من هذه الأنشطة تدريجيّاً.
٨- محاولة الاسترخاء قدر الإمكان ؛ حيث يمكن ذلك باتِّباع تمارين الاسترخاء ، وتمارين التنفُّس العميق.
٩- تجنُّب تناول الموادّ المنبِّهة ، مثل : الكافيين