اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بلدي ولكن

 بلدي ولكن



 كتبت: شيرين رأفت


 إحساس لا يدركه إلا المغتربون الذين تركوا بلدهم وذهبوا للعيش في بلد أخرى ظنا منهم أنهم سيجدون أو سيحققون ما ينقصهم ليحملوه معهم للعيش في بلدهم ولكن،

 المفاجأة تكون بعد سنوات من الغربة أن أصبحت الغربة وطن والوطن غربة.

 قد نكون حققنا في غربتنا أشياء نعم، ولكنها للأسف غير قابلة للانتقال 

 ولا نستطيع أن نقيم مثلها في بلدنا كالوضع الآمن والاستقرار وهذا الوضع في الواقع نحن لا نملكه بل تملكنا، ولذلك في كل إجازة نعود فيها إلى بلدنا نشعر بالخوف والرهبة ، كيف ذلك ونحن نغادر إلى الوطن إلى الأم؟!

 هل لازالت هي الأم أم البعد قد ولد الجفاء لا أدري ماذا حدث!...

 ورغم ذلك الخوف وتلك الرهبة تجد نفسك من أول لحظة تضع قدمك في أرضها بعد الغياب تريد أن تقبل أرضها وحبات رمالها حبه وكأنك تقول لها افتقدتك كثيرا فلا تتركيني أعود، ولكن... أمر العودة لم يعد اختياريا  فأنت من اخترت الذهاب...!

 تجلس في السيارة التي تصطحبك من المطار وتنظر من النافذة المفتوحة إلى شوارعها وتسلم بعينك على شارع وطريق طريق وتستنشق هوائها ليملأ قلبك، وكأنك تعمل إعادة تعيين لنفسك، لقلبك، لجسدك، ها أنا قد وصلت.

 في الطريق تتصفح ألبوم الذكريات في ذاكرتك في كل شارع وفي كل طريق كان لك ذكرى..

 الفرق بيننا وبين من لم يتركها قط، هو أننا نراها بعين أخرى عين تدقق في تفاصيل ملامحها الجميلة وكل مره وكأننا نراها لأول مرة.

 وعند الذهاب نود لو نحمل كل ما ومن نحب معنا في أحد الحقائب لعل الصورة تكتمل هناك، ولكن مهما أخذنا منها لا يغني أبداً عن التلذذ به فيها.

 كتب علينا الزمان أن نظل هكذا في منتصف الطريق على أمل العودة يوما ما.

google-playkhamsatmostaqltradent