اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

وَمَا يُدْرِيكَ

 وَمَا يُدْرِيكَ 

  

وَمَا يُدْرِيكَ

كتبت : شيرين رأفت 


أردت أن أستهل حديثي في مقالي هذا بداية بشرح معنى هذه الأية


(( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى )) .


 فنجد الله تعالى يلقي باللوم على خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لانشغاله وضيق صدرة وعدم تفرغه للرد على تساؤل الأعمى فيقول الله له ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ،

 ( وَمَا يُدْرِيكَ ) أى : وأى شئ يجعلك - أيها الرسول الكريم - داريا بحال هذا الأعمى الذى عبست فى وجهه ( لَعَلَّهُ يزكى ) أى : لعله بسبب ما يتعلمه منك يتطهر ويتزكى ، ويزداد نقاء وخشوعا لله رب العالمين.


بالأمس لاحظت حديث السوشيال ميديا عن إحدى الفنانات لن أخوض في الحديث عن التفاصيل التى يعلمها الغالبية ولكن كل ما في  الموضوع أنها أمة من عباد الله قد تخطئ وتصيب وتبعد وتقترب وتذهب وتعود ومن منكم ليس مثلها أو معصوم من الخطأ الفكرة فقط أنكم لستم مشهورون .


وما يدريكم جميعا لعلها تقترب ، لعلها تجاهد ، لعلها كانت تبحث عن معين عن دعم عن بيئة تدفع بها وتقربها، نعم هي تتخبط كما تقولون ولكن هل هذا يدعوكم لتطرحوها أرضا وتنهشوا في جسدها بدلا من أن تلقوا إليها بسهام تهديها إلى طريقها وتنقذها من تخبطها ؟؟ .


هل هذا هو الدين هل هذا هو الإسلام أيها المتدينين ؟! 

هل أصبحنا فجأه كلنا قضاة نلقى بالأحكام على غيرنا بمنتهى السهولة ونضعهم في قفص الإتهام ، ونعيب عليهم بذنوبهم التى بسهولة وفي غمضة عين الله قادر على أن يعافيهم ويبتليكم ؟ ،

 يقول ابن القيم — 'من عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله , فإياك و الشماتة بأخيك فيعافه الله و يبتليك'


أنا لا أدافع عن شخص معين ، بل أنا أهاجم فئة معينة يعرفون أنفسهم جيدا ، أنتم يا من تنصحون الأخرين أو تجلدون الأخرين بعبارات الاستهزاء والسخرية والتنمر هل تملكون زمام قلوبكم التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 (إنَّ قُلوبَ بَني ءادمَ كُلَّها بَينَ إصبَعَينِ مِنْ أصَابِع الرّحمنِ كقَلبٍ واحِدٍ) رواه مسلم.


ومعني الحديث : (إنّ قلُوبَ بَني ءادمَ كُلَّها بينَ إصبعينَ مِنْ أصَابِع الرّحمن يقَلِّبُهَا كيفَ يَشَاء) فمعنى (بينَ إصبَعينِ مِن أصَابعِ الرّحمن) معناهُ تحتَ تصَرُّف الله (إنْ شاءَ أقامَه) أي إنْ شَاءَ اللهُ أقامَهُ وجَعلَهُ علَى الصّواب (وإنْ شَاءَ أزَاغَهُ) أي إنْ شَاءَ اللهُ تَعالى أزَاغَهُ أي يحرِّكُه إلى الباطِل والضّلال. 


وهذا حالنا جميعا تارة نقترب وتارة نبتعد ثم نعود نقترب مره أخرى ونسأل الله الثبات في القرب ،كلنا نتخبط في الدنيا بين الصواب والخطأ وأحيانا نعلم الصواب جيدا ولكن ليس لدينا القوة التى تهدينا إليه فنكون في حاجه لمد يد العون لا ليد تنهرنا وتلومنا على تقصيرنا نحتاج ليد وقلب ولسان يبشرنا أن الله ينتظرنا يفرح بعودتنا وتوبتنا، 


 وكيف لا وهو القائل في كتابة (  نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) الله سبحانه وتعالى يقول نعم العبد سليمان إنه( أَوَّابٌ ) والأواب معناها إنه رجاع إلى طاعة الله توّاب إليه مما يكرهه منه .


أما نحن حين نجد عبد كان مذنب وعاد إلى الله ويجاهد نفسه ننصب له حبال المشنقة لما سبق له فعله،  بدلا من أن نشجعه ونهنأه وندعو له بالثبات،  وحتى لو عاد للخطأ مره أخري علينا أن نصبر عليه وننصحه بالرفق واللين، ونشكر الله تعالى على حالنا الذي هو من عند الله بالدعاء وقول " الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا و فضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ".

فاتقوا الله يا عباد الله وتذكروا قوله تعالى (  كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) النساء آية ٩٤ .

   

وَمَا يُدْرِيكَ

google-playkhamsatmostaqltradent