اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المُخدَّرات متى ظهرت وأسباب إنتشارها وأثرها على الفرد والمجتمع

 المُخدَّرات متى ظهرت وأسباب إنتشارها وأثرها على الفرد والمجتمع 



كتب -  إيهاب سمرة 


كلمة المخدرات فى اللغة العربية وما اشتق منها تدل على الستر والتغطية والسكون يقال خدر الأسد أى لزم عرينه وأقام به ويقال خدرت المرأة أي لزمت بيتها واستترت فيه والخِدر هو كل ما واراك وسترك من بيتٍ ونحوه 

والتخدير فى الطب هو تعطيل الإحساس فى الإنسان أو الحيوان بواسطة العقاقير المخدرة  

والمُخدر هو مادة تسبب  للإنسان والحيوان فقدان الوعى بدرجات متفاوتة كالحشيش والأفيون والهيروين وغيرهم من المخدرات الطبيعية والغير طبيعية 

فنحن نعلم جميعاً أن كلمة المخدرات تشير إلى كل مايستعمله الإنسان من أشياء من شأنها أن تستر عقله وتغطيه عن أن ينطق نطقاً سليماً أو يسلك طريقاً قويماً أو يفعل ما يفعله العقلاء.

لقد إجتاحت المخدرات أبدان الأفراد وأضعفت عقولهم وهدمت عافيتهم ودمرت حياتهم وشتت أسرهم ومزقت شملهم وضيعت أموالهم وأحبطت أقوالهم وأفعالهم وأفسدت أخلاقهم إلى جانب الإضطراب الأمني وٱنتشار الفزع والخوف والعداوة والخصام الذي قد يؤدي إلى القتل في الأماكن التي شاعت فيها تلك السموم 


ظهور المخدرات : يرى كثيرٌ من المؤرخين أن المخدرات ظهرت فى أواخر القرن السادس هجري على يد فرقة الحشاشين بقيادة زعيم من زعمائهم اسمه حسن الصباحي وزاد انتشارها على ايدي التتار الذين كانوا يستعملونها كسلاح لسرعة القضاء على الدول التي يريدون الفتك بها وقد فعلوا ذلك عندما حطموا بغداد واستولوا على أجزاء كبيرة من بلاد الشام في ذلك العصر 

واستمر انتشار المخدرات في العالم تارة بصورة كبيرة في بعض الدول وتارة بصورة محدودة في دول أخرى معظم سكانها من العقلاء الراشدين 

من أهم اسباب انتشار هذه السموم هم أصدقاء السوء الذين يزينوها لأصدقائهم ويحللون لهم الحرام والذين يفسدون ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون إلى جانب إنشغال بعض الأباء والأمهات عن تربية ابنائهم وعدم مراقبتهم المراقبة الواعية الحكيمة التي تجعلهم يبتعدون عن أصدقاء السوء واعتناقهم الفضائل واجتناب الرذائل و أيضاً من أهم هذه الأسباب في انتشار هذه السموم هو الإبتعاد عن الدين والعقيدة فجميع الرسالات السماوية حرّمت كل ما يضر بالإنسان في بدنه وماله ومجتمعه 

كذلك الفراغ القاتل الذي يعتري بعض الشباب الذين لا يريدون أن يشغلوا أنفسهم لا بعمل صالح ولا بعلم نافع إلى جانب توفر المال بين أيديهم لأنهم من أسر نشأت وعاشت في الترف ، والترف على رأس الرذائل التي تهلك أصحابها. 

للمخدرات أضرار كثيرة منها الدينية فقد اجمعت كل الديانات السماوية بتحريم تعاطي المخدرات بمختلف أسمائها وأنواعها وهناك أضرار صحية حيث أن متعاطيها كثيراً ما يصابون بأمراض خطيرة منها ما يتعلق بالكبد والقلب والمخ والأعصاب أو بغير ذلك ومنها الأضرار الاقتصادية لا شك أن كثرة عدد المتعاطين لهذه السموم في أي دولة يؤدي إلى ضعف إنتاجها ويحرمها من قوة أبنائها ومن طاقتهم الإنتاجية في شتى المجالات وايضاً من أضرارها التي تَطالُ الجانب الإجتماعي كتفكك الأسرة لأنه من الصعب على المتعاطي لهذه المخدرات أن يعرف ما له وما عليه نحو أبويه ونحو أبنائه ونحو زوجته بسبب الإدمان، فقد تصاب الأسر بالشقاء وكثرة المصائب 

أما ضررها من الجانب الأمني في الدول أن كثيرا من حوادث السرقة والقتل والإغتصاب كان من اسبابها أن هؤلاء المتعاطين للمخدرات بعد أن ضيعوا أموالهم وكل مايملكونه على هذه السموم يلجأون إلى الجرائم وإلى كل الوسائل الغير مشروعة للحصول على المال الذي يشترون به هذه السموم 


الدولة العاقلة الرشيدة الحكيمة القوية هي التي يقف أفرادها رجالاً ونساءً حاكمين ومحكومين صغاراً وكباراً أغنياء وفقراء يقف الجميع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لمحاربة هذه المخدرات بكل وسيلة من وسائل المحاربة حتى يتم تطهير الدولة منها ومن متعاطيها.

المُخدَّرات متى ظهرت وأسباب إنتشارها وأثرها على الفرد والمجتمع


google-playkhamsatmostaqltradent